
بيت الصحفيين العراقيين
علي الزبيدي
لست مدافعا عن شخص بعينه أو مستهدفا لأخر وإنما أكتب مقالي هذا دفاعا عن سمعة الصحافة والصحفيين ونقابتنا العتيدة التي أمضيت حاملا هوية العضوية فيها لأكثر من خمسة وأربعين عاما ومازلت ، هذه النقابة التي رأت النور في الخامس عشر من تشرين الاول عام ١٩٥٩ وكان أول نقيب لها شاعر العرب الأكبر المرحوم محمد مهدي الجواهري والذي أنتخب لأنه صحفي ورئيس تحرير وصاحب أمتياز صحيفة يومية أسمها الفرات أنذاك ومنذ ذلك التأريخ كان صحفيو العراق يفخرون بنقابتهم وكل من تولى المسؤولية فيها بمختلف مناصبها النقابية وكذلك كانت الهوية الصحفية مهابة لان من يحملها هو في الاساس شخص محترم ويحترم المهنة وما تعنيه هوية نقابة الصحفيين وكانت العضوية في النقابة لا تمنح بسهولة فهناك ضوابط حددها القانون وأعطت توصيفات دقيقة لمن يحمل صفة العضوية العاملة أو المتمرسة والعضوية المتمرنة والمشاركة وكان مجلس النقابة يتابع أحوال الاعضاء وظروف عملهم وحتى أحوالهم الشخصية والاجتماعية وكل ما يتطلبه دور مجلس النقابة في تأدية واجباته أزاء أعضائها الذين منحوهم الثقة في تمثيلهم ولكون مرحلة ما بعد ٩ نيسان ٢٠٠٣ أحدثت تضخما كبيرا في أعداد العاملين في الصحافة وكأنها أصبحت مثل سباق مارثوني فقد صدرت أكثر من ٣٠٠ صحيفة يومية وأسبوعية وازدادت محطات البث الاذاعي والقنوات التلفزيونية الارضية والفضائية ودخلها في غفلة من الزمن من لا تربطه علاقة بالصحافة حتى أصبح صاحب محل حلويات (زنود الست ) رئيسا للتحرير وصاحب أمتياز صحيفة يومية والحمد لله فقد بقيت في الساحة الصحف المهنية والتي يديرها صحفيون أكفاء أتخذوا من الصحافة مهنة رئيسة لهم في الحياة لكن هذا العدد الكبير من الصحف التي ظهرت وأنحسرت لم يمر دون خسائر على صعيد النقابة فقد تضخم سجل العضوية فيها بشكل كبير ولنعترف إن هناك من لازال يحمل هوية نقابة الصحفيين وهو لم يعمل يوما واحدا في بلاط صاحبة الجلالة ومن هؤلاء من يزاحم الصحفيين الحقيقيين في أمتيازات النقابة على قلتها ولكي تتمكن النقابة من ترشيق هذا الكم الهائل من الاسماء التي حجزت أرقاما نقابية في سجل العضوية ولكي يستطيع مجلس النقابة أن يقدم خدماته المهنية لأكبر عدد من الزملاء أقترح على الزملاء في مجلس النقابة تشكيل لجنة مصغرة من عدد من الزملاء الصحفيين الرواد لتدقيق من تنطبق عليه ضوابط العضوية وفق قانون النقابة وهل ما زال يمارس عمله الصحفي أم إنه يعمل في مجال أخر غير مهنة المتاعب التي يعتز بها كل صحفي أصيل رغم أنها لم توفر لأصحابها المتمرسين الا التعب وامراض القلب وأرتفاع ضغط الدم لكنه قدرهم المحبب .
هذه اللجنة إذا ما تفضل مجلس النقابة وقرر تشكيلها سنرى إن هناك أعدادا هائلة لا علاقة لها بالصحافة وبهذا تكون النقابة قد صححت خطأ كان قد حدث بقصد أو دون قصد وإن الالتزام بقانون النقابة هو الضمان الأكيد للنجاح في عمل المجلس ولابد هنا في الختام من التأكيد على إن للهيأة العامة للنقابة الحق في الدعوة لعقد مؤتمر إستثنائي لمناقشة أمور النقابة كافة.
فالنقابة هي بيت كل الصحفيين الحقيقيين فلنحافظ على هذا البيت من التصدع او الضياع لا سامح الله ولتتسع صدورنا لملاحظات زملائنا ما دامت هذه الملاحظات بعيدة عن الاستهداف والمصالح الشخصية.
رصد نيوز الدولية رصد نيوز