إبادة العلويين على يد جماعات الجولاني: مجازر ونزوح مستمر

إبادة العلويين على يد جماعات الجولاني: مجازر ونزوح مستمر

هيئة التحرير/رصد نيوز (تحقيق صحفي)

في مواجهة فصول من الإبادة الجماعية، يقف العلويون في الساحل السوري بين فكي كماشة. قبل أيام، خرج أبناء الطائفة العلوية في تظاهرات حاشدة احتجاجاً على الانتهاكات المستمرة بحقهم من قبل القوى العسكرية والإدارية المسيطرة في المنطقة، مطالبين بالإفراج عن أبنائهم المختطفين بتهم لم يتمكنوا من إثباتها، ولافتين إلى الاعتداءات المستمرة على مقبرة شهدائهم في طرطوس. لكن تلك التظاهرات لم تلقَ سوى الرد العنيف.

ما حدث بعد ذلك كان كارثة إنسانية. فبدلاً من الاستجابة لمطالب العلويين، شنت الإدارة السورية حملة عسكرية عنيفة على مدن العلويين، حيث كانت الطائرات والدبابات والأسلحة الثقيلة في خدمة العمليات العسكرية التي وصفت بأنها ضد “فلول النظام البائد”، لكن الحقيقة كانت أكثر بشاعة. فالأمر لم يكن حرباً ضد خصوم سياسيين، بل كان جزءاً من حملة إبادة ضد الطائفة العلوية.

في هذا السياق، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يعرف بمواقفه المعارضة للنظام السوري، عن وقوع خمس مجازر منفصلة في عدة مدن ساحلية، راح ضحيتها الكثير تجاوز عدد أكثر من ألف ، أغلبهم من النساء والأطفال. وشهدت هذه المجازر عمليات إعدام جماعية في الشوارع والمنازل، إذ تم قتل الضحايا بشكل عاجل وبدون محاكمات، فيما أكّد المرصد أن هناك مجزرة جديدة تظهر كل بضع ساعات.

وتسبب هذا العنف الدموي في نزوح آلاف العلويين من منازلهم، بحثاً عن مأوى أو حماية. وباتت قاعدة حميميم الجوية الروسية ملاذاً لهم، حيث توجهوا إليها طلباً للنجدة. كان الخوف من تكرار مشاهد الذبح والتنكيل التي لحقت بجيرانهم وأصدقائهم، هو ما دفعهم للهرب، حيث عبروا الحدود إلى هذا المعقل الروسي، الذي لا يزال يوفر لهم نوعاً من الأمان النسبي وسط الفوضى.

وفيما كان العالم يراقب هذه المجازر، أرسل جنود الإدارة السورية على مواقع التواصل الاجتماعي العديد من مقاطع الفيديو التي توثق عمليات الإعدام الجماعي. وقد انتشرت الفيديوهات بشكل واسع، تظهر فيها الجنود وهم يقتلون عائلات من العلويين، بما في ذلك الأطفال والشيوخ، مع ترديد تكبيراتهم بعد تنفيذ عمليات القتل، في مشهد يعكس التحريض المستمر على إبادة هذه الطائفة.

وبينما كانت المجازر تسقط على العلويين، كانت دبابات الكيان الإسرائيلي تتقدم في الجنوب السوري، وتسيطر على ريف دمشق، دون مقاومة تذكر من الجيش السوري، مما يطرح العديد من التساؤلات حول طبيعة الرد العسكري السوري، وأسباب غياب المقاومة في مناطق أخرى من سوريا.

تأتي هذه الأحداث في وقت يشهد فيه العالم تزايداً في الانقسامات داخل سوريا، وسط غياب محاسبة حقيقية للمسؤولين عن ارتكاب هذه الجرائم. المجازر التي طالت العلويين في سوريا تمثل حلقة جديدة في مسلسل العنف الذي لا ينتهي، مما يثير القلق من استمرار هذه الإبادة الجماعية في ظل صمت المجتمع الدولي عن هذا الواقع المرير.

عن سجى اللامي

شاهد أيضاً

مؤتمر السياحة والفن في بغداد: خطوة استراتيجية نحو تعزيز السياحة العراقية على الصعيدين العربي والدولي

مؤتمر السياحة والفن في بغداد: خطوة استراتيجية نحو تعزيز السياحة العراقية على الصعيدين العربي والدولي …