أيّها الظلاميون لا تتحدوا من أجل قاعكم الهزيل..
لذا من الخطأ الظنّ بأنّ الأدب يصقل الذائقة ويغذّي القلب فحسب، بل هو يصقل عقلك وقلبك وحسك ولغتك وإنسانك الذي فيك، والعقل نفسه مفهوم أوسع مما نظن، وعلينا التخلص من تلك النظرة الأحادية التي تحصر العقل في الذهن،
التوجه الصادق عقل، والحس المرهف عقل، والبداهة النافذة عقل، والنفاذ إلى الخطاب من وراء الألفاظ عقل، والأمتلاء بالخشية عقل، واستشعار دنو الأجل عقل، ونبذ الكِبْر عقل، والحياء عقل، والتفاني في طلب العلم عقل
فإنما بهذا وبأمثاله سُمّي الناس عقلاء ..
وفي الأدب ستجد جميع ذلك وغيره، لأنه قيماً حيّة تتحرك وترفد عقلك بالخير والنفاذ إلى طبائع البشر، وهذه الأخيرة تحديداً مما يضيّعه المنكبّون على قوانين الظلام بهدف صقل عقولهم، فالعقول ليست خشباً نقطعه بالمساطر ونحفه بالأدوات، بل هي ذواتنا التي تنمو وتتسع بالتجارب والحيوات
وما الأدب إلا حياة مضافة إلى حياتك
وهذا المنطق العميق قد تجلى في #روايتي_الأولى_چرغد
لهذا كلما قرأت شيئاً من نصوص الأدباء ومشاكلهم وقضاياهم أشعر بانسجام عميق وألفة كبيرة وكأني في بيتي وهمومي ومشاكلي
حتى صرت أتساءل هل لأننا الحالة نفسها، أقصد التذبذب نفسه
وحالة التشظي و الحيرة والضياع
نحن أيضاً لم نحسم أمورنا بعد ، وما زلنا ندفع ثمن العبور الخاطئ نحو الاخر
احب أن اقول أن الواقع في داخلي لا يشبه في أعماقه أي شيء أخر فما إن تصل إلى القاع يعني هذا إنك لن تنحدر أكثر من ذلك
ولكن الأمر أكثر من أن يحتمل لدى أخرين فالأشياء دائماً تنقسم إلى عدة أمور أخرى فينظر لها كل شخص من وجه بصيرته وحجم تلك البصيرة ومحتواه والبعض قد لا يمتلك الفضيلة
ولكن بين كل تلك الخطوط المفجعة والهالات المتجعدة تحت عيون الوقت الشائب المتأكل، ليس هناك سوى فضيلة واحدة وأني لم اجدها لدي الكثيرين مما وضعوا دراسات سطحية لروايتي بالرغم من انها كتبت للواقع وللفقراء ولرائحة بغداد القديمة ولثياب أبي واخر انفاس أمي وليست لمدارس النقد العليا التي يتبجح بها البعض دون دراية ولا حكمة ولا بصيرة…
دون ذكر الاسماء التي اساءت لي اقول :
في القاع أيضاً توجد العديد من الشواهد القديمة التي دلت على أتقاد معارك بين زخات الأنوار ونزوات الظلام الواسعة كلها تنتهي بنفس القدر الذي يقضي بأن ترجع الظلمات إلى أتون التراب الكامد على وجه الأرض وبفعل المنطق السائد فوق كل عقائد بنو الخلائق
فزخات النور مهما ضئل حجمها فإن دائرتها تتسع لكي تبتلع مجرة كاملة من الظلام.