هيئة التحرير/ رصد نيوز
استذكار لشهداء الانتفاضة الشعبانية 1991
المقابر الجماعية لضحايا الانتفاضة الشعبانية ذاكرة العراق التي لا تمحى
المقابر الجماعية في العراق ليست مجرد حفر في باطن الأرض، بل هي جرح مفتوح في ذاكرة وطن وشاهد حي على أبشع الجرائم التي ارتكبها النظام البعثي المقبور السابق بحق أبناء الشعب، آلاف الضحايا الذين غيبوا قسراً خلال الانتفاضة الشعبانية التي انطلقت في 2 آذار 1991، لم يجدوا طريقهم إلى العدالة، فكان التراب هو الشاهد الوحيد على براءتهم وصبرهم ومعاناتهم
في 16 أيار من كل عام، يقف العراقيون أمام هذا التاريخ الذي تحول إلى اليوم الوطني للمقابر الجماعية، لاستذكار مآسي شهداء الانتفاضة الشعبانية الذين انتفضوا بوجه الطغيان، فدفنوا في مقابر سرية حاول النظام من خلالها طمس الحقيقة، لكن اكتشاف تلك المقابر بعد عام 2003 كشف حجم المأساة التي عاشها العراقيون في مدن الجنوب والوسط، من النجف وكربلاء إلى السماوة والناصرية وميسان وبقية المحافظات لتصبح تلك الحفر شاهدة على الظلم والقهر.
المقابر التي احتضنت ضحايا الانتفاضة ليست مجرد أماكن دفن، بل صفحات من تاريخ عراقي مكتوب بالدم، تختصر فصولاً من القمع والاضطهاد، وتؤكد أن الطغيان لا يبني دولة، بل يترك وراءه ذكرى مأساوية لا تنسى.
استذكار هذه الجرائم ليس اجتراراً للألم فحسب، بل هو دعوة واضحة لإرساء العدالة، وحماية كرامة الإنسان، وضمان ألا تتكرر مثل هذه المآسي في مستقبل العراق، إنها رسالة للأجيال بأن غياب العدالة وغياب صوت الحق يفتحان الباب أمام الكوارث، وأن صمت العالم آنذاك كان شريكاً في مأساة الضحايا.
واليوم وبعد أكثر من ثلاثة عقود على تلك الحقبة السوداء تبقى المقابر الجماعية لشهداء الانتفاضة الشعبانية حاضرة لتذكر العراقيين بأن صرخات الضحايا وإن كتمت تحت التراب، فلن تمحى من ذاكرة التاريخ ،الحقيقة واضحة: الظلم طريق قصير، بينما العدل والإنصاف هما السبيل الطويل لبقاء الأوطان وصون كرامة شعوبها.