
بقلم: طالب عبدالوهاب الساعدي
في ثمانينيات القرن الماضي، كان شياع صبار السوداني علماً من أعلام حي الحسين القديم في مدينة العمارة بمحافظة ميسان،رجل بسيط، متدين، ملتزم بصلاته وواجباته الاجتماعية، عرفه أهالي منطقته بأخلاقه وطيبته، وكان وأسرته جزءاً لا يتجزأ من نسيج الحي الذي يضم عائلات متآلفة ومترابطة، لكن يد النظام البعثي الغاشم لم تترك الأبرياء في حالهم، فطالته التهم الجاهزة بالانتماء إلى حزب الدعوة، واعتقل ليكون واحداً من ضحايا القمع السياسي والديني لتلك المرحلة المظلمة، لم يكن له ذنب سوى التزامه المسجد وحرصه على أداء الصلاة، لتتحول هذه الممارسة الطبيعية إلى جريمة في عرف سلطة لا تعرف سوى البطش والإرهاب. وقد دفع حياته ثمناً لموقفه وإيمانه، تاركاً جرحاً عميقاً في ذاكرة أسرته وأبناء منطقته الذين عاشوا رعب الملاحقة والتهديد،
رحيل شياع السوداني لم يكن حادثاً عابراً، بل بقي رمزاً للشهادة والوفاء في وجدان العمارة. ومع مرور السنين ظل اسمه حاضراً، شاهداً على ظلم لم يرحم الأبرياء، ودليلاً على أن الحق يُغتال حين يستباح الدين والالتزام لغايات سياسية،
اليوم وبعد عقود يعود اسم شياع السوداني إلى الواجهة، لكن في سياق مختلف. فبدلاً من أن يستذكر كشهيد قضى على يد الطغيان، يحاول بعض المغرضين توظيف سيرته لتشويه صورة ابنه، رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، عبر اتهامات باطلة وقراءات مسيسة لا تمت إلى الحقيقة بصلة. إنها محاولات يائسة للنيل من رجل يقود الدولة في ظروف بالغة التعقيد، ويسعى لبناء مؤسساتها، فكان استهدافه من خلال والده شهيد النظام البعثي أقصر الطرق لضرب سمعته والنيل من مكانته.
إن الدفاع عن الحقيقة واجب، وذكر الشهداء أمانة،فشياع صبار السوداني لم يكن سوى ضحية بريئة لمرحلة قمعية سوداء، واستحضاره اليوم في حملات التسقيط السياسي لا يعدو كونه استهدافاً دنيئاً لرئيس وزراء العراق الحالي، وتشويهاً مقصوداً للتاريخ.
التاريخ لا يزور، والشهداء لا يمسون،ومن أراد أن يختلف مع محمد شياع السوداني في خياراته السياسية أو الإدارية، فليكن خلافه شريفاً مبنياً على النقد المسؤول، لا على استدعاء ذاكرة مؤلمة واستغلال دماء شهيد من أجل مكاسب وقتية. اواتهامه وهو ابن شهيد بأنتماءه الى حزب مجرم قتل ابوه والكثير من عائلته وجيرانه والمصيبة ان الذين يكيلون هذه الاتهامات الرخيصة هم انفسهم كانوا يشهدون بالحقائق ولمآرب خاصة لبسوا اقنعة الزيف والبهتان نحن ابناء المنطقه ونحن المحاهدين زمن المقبور ونحن من قدمنا الشهداء على محراب التحرر من الديكتاتورية البعثية الهدامية نشهد ان شياع صبار السوداني شهيد ونشهد ان محمد شياع لم يصافح البعث المجرم وان الذين يتقولون عكس هذه الشهادة مع شديد الاسف كاذبين يحاولون التسقيط وآنى لهم ذلك فالحقيقة لا تغطى بغربال