كثرة المرشحين في العراق بين الفوضى وحيرة الناخب
بقلم :سجى اللامي
في هذه الدورة الانتخابية لسنة 2025 تابعت المشهد عن قرب وكأن الجميع يتسابق على الترشيح قبل أن يفكر بجدية بمعنى الانتخابات، شخصيات كانت قبل فترة قصيرة تعلن مواقفها الرافضة ضد بعض رؤساء الكتل لكنها اليوم ظهرت أسماء مرشحة على قوائم تلك الكتل نفسها هذا التحول يثير تساؤلات كثيرة عن حقيقة النوايا والدوافع، لا أعمم هنا لكن المؤكد أن جزءاً من المرشحين دخلوا السباق من أجل أغراض شخصية ومصالح بعيدة عن العراق وشعبه ما نراه اليوم يعكس صورة عشوائية وفوضوية فالكثير من الرجال والنساء ترشحوا من أجل الامتيازات والكراسي فقط دون أي خلفية سياسية أو برامج واضحة يمكن الاعتماد عليها، وفي الوقت نفسه هناك من يختلف عن هذا المشهد المربك بعض الأسماء التي رشحت نفسها لديها سيرة وتاريخ نفتخر به أشخاص خدموا وطنهم بصدق في مراحل سابقة وعملوا من أجل مبادئ واضحة فترشحهم يمثل امتداداً لمسيرتهم المشرفة وهم بالفعل يستحقون تمثيل الشعب بأفضل صورة لكن المؤسف أن بعض القوائم تلجأ إلى ترشيح أشخاص فقط من أجل العدد أو بدافع العلاقات وهو ما يزيد الفوضى كثرة المرشحين بهذا الشكل تجعل المواطن في حيرة فلا يستطيع أن يميز بسهولة بين الباحث عن الامتيازات والباحث عن السلطة من جهة وبين صاحب المشروع الوطني الحقيقي من جهة أخرى.
ضعف نسبة مشاركة الجمهور في الدورتين الانتخابيتين السابقتين يمثل دلالة واضحة على استمرار ضعف المشاركة في هذه الدورة وبالتالي ستبذل القوائم الانتخابية جهداً أكبر لإقناع الجمهور أو للحفاظ على جمهورها الثابت مستخدمة كل ما يمكنها من طرق نظامية أو فوضوية بدءاً ببذخ الأموال والتعيينات والخدمات وصولاً إلى استثمار حتى أدوات الدولة التي يمنع القانون استغلالها انتخابياً، فكانت خطوة المفوضية العليا المستقلة للانتخابات باستبعاد بعض المرشحين بسبب سلوكياتهم أو مخالفاتهم كانت مفاجئة للبعض لكنها في الوقت ذاته ضرورية لتصحيح المسار وضبط العملية الانتخابية ومع ذلك تبقى الأسئلة مطروحة؟ هل ستنجح هذه الإجراءات في إعادة الثقة للناخب العراقي، أم أن الفوضى ستبقى العنوان الأبرز لهذه الدورة الانتخابية؟