خلال زيارة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني الى الولايات المتحدة، أعلن عن توقيع صفقة لشراء 41 طائرة حربية، لدعم سلاح الجو العراقي، تمهيداً لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، في ظل استمرار الدعوات لإنهاء الوجود العسكري الأجنبي، خاصة بعد الجرائم التي ارتكبتها قوات الاحتلال ضد الحشد الشعبي.
ومع تزايد الضغط العراقي بخصوص تسليح قواته خاصة فيما يتعلق بسلاح الجو، والتهديد باللجوء الى خيارات عسكرية أخرى، خاصة مع وجود السوق الروسي والفرنسي والألماني، بالإضافة الى دخول الصين على خط تسليح العراق، يبدو ان واشنطن بدأت تخشى على مصالحها، وعملت على ابرام صفقة من شأنها إيقاف الدعوات العراقية، في مقابل ذلك، يرى خبراء في مجال الأمن، ان واشنطن غير جادة في تسليح القوات العراقية، وهناك شواهد على عدم الالتزام الأمريكي، لذلك يجب على العراق ان يكون حذراً من تلك الصفقات، ويعمل على دراسة بنود الاتفاقية بشكل دقيق.
وفي وقت سابق، كشف المتحدث باسم الحكومة باسم العوادي، عن توقيع العراق على صفقة مع أمريكا لشراء 41 طائرة حربية. وقال العوادي، إنه “ستكون هناك خطة مرنة لتسديد ثمن قسم من هذه الطائرات، والبعض الآخر منها هو هدية قدمتها الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً ان العراق سيتسلم الطائرات خلال أشهر قليلة”.
وتبدي كتل سياسية، تخوفها من أية صفقة تسليح مع واشنطن، وتعتبرها استمراراً للسيطرة الأمريكية على عقود تسليح الجيش العراقي، وبوابة لبقاء قواتها على الأراضي العراقية عبر التملّص من تسليم البلاد للأسلحة المتفق عليها، وبالتالي فأن التعامل مع واشنطن يجب ان يكون حذراً ومن خلال اتفاقيات واضحة تلزمها بتنفيذ بنود وإلا ستصبح تلك الاتفاقيات مجرد قيود، تمنع العراق من تطوير ترسانته العسكرية.
وتعتزم لجنة الأمن والدفاع النيابية، استضافة وزير الدفاع ومدير العقود والتسليح والكادر المتقدم بالوزارة، لمناقشة العقود التي وقعت مؤخراً لتسليح الجيش العراقي، من ضمنها ملف طائرات F 16 الأمريكية خلال جلسات البرلمان القادمة، للوقوف على حقيقة تلك العقود والتعهدات التي قدمتها واشنطن للعراق، وحول مواعيد تسليم تلك الطائرات.
وبهذا الصدد، يقول الخبير الأمني عقيل الطائي: أن “العراق يمتلك قوات أمنية في مختلف الصنوف، قادرة على مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، مشيراً الى انها بحاجة الى تسليح متطور”.
وأضاف الطائي : “على العراق ان يبحث عن مصادر تسليح جديدة، في ظل عدم التزام واشنطن بتسليح الجيش العراقي، خاصة وان بغداد لديها عقود تسليح مع واشنطن لم يتم تنفيذها، وبقيت حبراً على ورق”.
وأوضح الطائي: أنه “من المُسلّمات ان أمريكا لا تحترم أي مواثيق أو اتفاقيات وتنظر الى مصلحتها فقط”، منوهاً الى ان “الطائرات التي تنوي واشنطن تسليمها الى العراق، لا تمتلك نفس مواصفات “اف 16”.
وأشار الى ان “الطائرات باهظة الثمن ولا تحمل المواصفات الفنية نفسها بالإضافة الى تكاليف الإدامة، داعياً الى تحرير أجواء البلاد من السيطرة الأمريكية، وعدم تصديق أكاذيب واشنطن”.
وتشير مصادر مطلعة الى أن “هناك توجهاً نيابياً يقوده الإطار التنسيقي لمحاسبة المسؤولين عن إبرام صفقة التسليح الأخيرة مع واشنطن، خاصة وانها لم تكن من ضمن جدول أعمال السوداني والوفد المرافق له، وان هناك اتفاقاً ما بين قادة الإطار في تغيير عقيدة تسليح القوات العراقية والتخلص من القيود الأمريكية من باب تنويع مصادر سلاح القوات العراقية”.
وسبق أن وقع العراق والولايات المتحدة، عشرات الصفقات، لتسليح وتطوير قدرات الجيش العراقي بمختلف صنوفه، وجاءت تلك الصفقات ضمن الاتفاقية الأمنية الموقعة بين بغداد وواشنطن في نهاية تشرين الثاني 2008، والتي تنص على تدريب وتجهيز القوات العراقية، لكن لم يتم تسليم العراق سوى كميات محدودة جداً، وبقي سلاح الجو، متخلفاً مقارنة مع البلدان المجاورة، على الرغم من انها كلفت العراق مبالغ كبيرة جداً.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …