أخبار عاجلة

من اخلاق الامام السجاد عليه السلام

الامام علي بن الحسين (عليهما السلام)، السجاد، زين العابدين، سيد الساجدين، ذو الثفنات، سيد العابدين، زين الصالحين، وارث علم النبيين، وصي الوصيين، خازن وصايا المرسلين، إمام المؤمنين، منار القانتين، الخاشع، المتهجد، الزاهد، العابد، العدل، البكّاء، إمام الأُمة، أبو الأئمة، الزكي، الأمين، الخالص، المتهجد، الرهباني، وغيرها.
حفظ الأمانات
روي أنه بلغ عبد الملك أن سيف رسول الله (صلى الله عليه وآله) عند الإمام زين العابدين (عليه السلام). فبعث يستوهبه منه ويسأله الحاجة. فأبى عليه، فكتب إليه عبد الملك يهدده، وأنه يقطع رزقه من بيت المال.
فأجابه (عليه السلام): «أما بعد، فإن الله ضمن للمتقين المخرج من حيث يكرهون، والرزق من حيث لا يحتسبون، وقال جل ذكره: {إِنَّ اللهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ}، فانظر أينا أولى بهذه الآية في حلمه وتواضعه».
أ لك حاجة؟
شتم بعضهم زين العابدين (صلوات الله عليه) فقصده غلمانه، فقال (عليه السلام): «دعوه؛ فإن ما خفي منا أكثر مما قالوا ـ ثم قال له ـ أ لك حاجة يا رجل؟».
فخجل الرجل.
فأعطاه ثوبه، وأمر له بألف درهم، فانصرف الرجل صارخاً يقول: أشهد أنك ابن رسول الله.
مهلاً كفوا
في رواية: كان الإمام السجاد (عليه السلام) يوماً خارجاً. فلقيه رجل فسبه، فثارت إليه العبيد والموالي. فقال لهم علي (عليه السلام): «مهلاً كفوا». ثم أقبل على ذلك الرجل فقال: «ما ستر عنك من أمرنا أكثر، أ لك حاجة نعينك عليها؟».
فاستحيا الرجل، فألقى إليه علي (عليه السلام) خميصةً كانت عليه، وأمر له بألف درهم.
فكان ذلك الرجل بعد ذلك يقول: أشهد أنك من أولاد الرُسُل.
العفو عن القاتل خطأ
كان عند الإمام السجاد (عليه السلام) قوم أضياف، فاستعجل خادم له بشواء كان في التنور، فأقبل به الخادم مسرعاً، فسقط السفود منه على رأس بني لعلي بن الحسين (عليه السلام) تحت الدرجة، فأصاب رأسه فقتله.
فقال علي (عليه السلام) للغلام ـ وقد تحير الغلام واضطرب ـ: «أنت حر، فإنك لم تعتمده». وأخذ في جهاز ابنه ودفنه.
أمنت عقابك
روي أن علي بن الحسين (عليه السلام) دعا مملوكه مرتين فلم يجبه، فلما أجابه في الثالثة، قال له: «يا بني، أما سمعت صوتي!». قال: بلى. قال: «فما لك لم تجبني؟». قال: أمنتك. قال: «الحمد لله الذي جعل مملوكي يأمنَّي»، وفي رواية: ثم أعتقه.
ثم لا يتوهم أن هذا العمل يوجب تعليم المماليك مخالفة ساداتهم؛ لأنه:
أولاً: هذا تربية الناس على مداراة مماليكهم، وعدم العنف معهم، قال الله تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ}.
ثانياً: كان إيذاء العبيد آنذاك متعارفاً عند الكثير من الناس، حتى أنهم كانوا ينكّلون بهم، بصلم آذانهم، وجدع آنافهم، وجعلهم في الأغلال وحبسهم، بل وقتلهم لأشياء تافهة. وقد بيَّن الإمام زين العابدين (عليه السلام) بطلان هذه الأعمال، التي هي من أكبر أنواع الظلم، وأصبح أسوة في مداراة العبيد والرفق بهم.
كما ورد أن أهل المدينة لم يكونوا يرغبون في نكاح الجواري، حتى وُلد علي بن الحسين (عليه السلام) من جارية، فرغبوا فيهن.
فكان للأئمة الطاهرين (عليهم السلام) الدور الأكبر في تربية المجتمع، وتحسين تعاملهم مع العبيد، وعدم إيذائهم، وترك ظلمهم، وتشجيعهم على عتقهم.
قيل: إن مولى لعلي بن الحسين (عليه السلام) يتولى عمارة ضيعة له، فجاء ليطلعها، فأصاب فيها فساداً وتضييعاً كثيراً، غاضه من ذلك ما رآه وغمه. فقرع المولى بسوط كان في يده، ـ أي قرعاً خفيفاً أقل مما يستحقه ـ وندم على ذلك. فلما انصرف إلى منزِله، أرسل في طلب المولى، فأتاه فوجده عارياً والسوط بين يديه، فظن أنه يريد عقوبته، فاشتد خوفه. فأخذ علي بن الحسين السوط ومد يده إليه، وقال: «يا هذا قد كان مني إليك ما لم يتقدم مني مثله، فدونك السوط واقتص مني». فقال المولى: يا مولاي، والله إن ظننت إلا أنك تريد عقوبتي، وأنا مستحق للعقوبة، فكيف أقتص منك!. قال: «ويحك اقتص». قال: معاذ الله أنت في حل وسعة. فكرر ذلك عليه مراراً، والمولى كل ذلك يتعاظم قوله ويجلله، فلما لم يره يقتص. قال له: «أما إذا أبيت، فالضيعة صدقة عليك». وأعطاه إياها.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

اللهم إني كافر

اللهم إني كافر هادي جلو مرعي أسباب الكفر عدة، ومتنوعة خاصة في البلدان التي يكثر …