مشاجرات الصبيان ..بذور لنشأة النزاعات العشائرية المسلحة

IMG_20240123_103834_803-300x200 مشاجرات الصبيان ..بذور لنشأة النزاعات العشائرية المسلحة
IMG_20240123_103827_015-300x200 مشاجرات الصبيان ..بذور لنشأة النزاعات العشائرية المسلحة
مشاجرات الصبيان.. بذور لنشأة النزاعات العشائرية المسلحة !
يونس العراف…
لم يكن في بال اي أحد بناحية الدجيلي جنوبي واسط ان يؤدي مشاجرة بين فتيان الى اشعال نزاع مسلح بين عشيرتين يسفرعنه مقتل شخص واعتقال العشرات بعد تدخل من قبل قوات سوات التي دخلت لفض المعركة بين عشيرتي البو محمد والحبچية من خلال السيطرة على الحادث واعتقال المتورطين .
من يدخل الى عمق القصة سيرى ان الخلاف نشب بسبب عراك بين صبيان عصر يوم الاحد الماضي، تطور بعد ساعات إلى هجوم مسلح من قبل عشيرة البو محمد على منازل لعشيرة الحبچية، الذي ردوا على النار بالنيران فقتل أحد المهاجمين من عشيرة البو محمد، برصاصة استقرت في رأسه ما أدى إلى زيادة حدة الاشتباك فتدخلت قوات “سوات” وفتحت النار لاحتواء الموقف والسيطرة عليه، الأمر الذي أدى إلى انسحاب العشيرتين، وعودة الهدوء.
الباحثون عن الحلول العقلانية سيكونون اول المنتقدين لهذه التصرفات التي تنم عن الاستعجال في الحكم على الامور ومن هؤلاء الشيخ قاسم راضي الشويلي الذي قال: إن” تصاعد النزاعات العشائرية في مناطق الجنوب يعود بالدرجة الأساس إلى التراخي الأمني في بعض المناطق، وهو ما خلف فرصة كبيرة للفوضى الأمنية في بعض المناطق التي استعادت الهدوء مؤخرا نتيجة تواجد القوات الامنية فيها”.
والشويلي الذي لم يكن يوما من المناصرين لأستخدام السلاح في الخلافات العشائرية ،أضاف :ان”الكثير من الناس كانوا يلجأون إلى لغة السلاح والعشيرة حينما تحدث معهم مشكلة ،لأنهم كانوا لسنوات لا يثقون بالقانون ولا بالدولة، لهذا يرغبون بأخذ حقوقهم بأيديهم، وهذا سببه ضعف سلطة القانون الذي كان طوال سنوات لا يحاسب العشيرة، وهو ما أعطى مساحة واسعة لانتشار النزاعات، إضافة لأسباب أخرى منها الجانب الاقتصادي، ولكن الاغرب هو ان يكون مصدر النزاع مشاجرة طفلين او صبيين الى خلاف بين عشيرتين” .
الشيخ طه فيصل منخي يؤيد ما ذهب اليه الشويلي أذ يرى إن النزاعات العشائرية فتحت الباب لرواج سوق الأسلحة في المناطق الجنوبية، حيث تضاعفت أسعار الأسلحة المتوسطة والخفيفة، وظهر تجار سلاح يتنافسون على البيع في تلك المناطق ولكن في المدة الاخيرة وبعد الحملات الامنية بدأت تقل الى حد كبير وهي طريقها الى التلاشي ان شاء الله”.
الحزم في فرض الامن داخل المناطق العشائرية وعقد لقاءات مباشرة مع شيوخ العشائر ووجهاء المناطق هو مايراه الشيخ حمود سلمان ،وهو يتفق مع الشويلي ومنخي والذي قال :أصبح تطوّر مشاجرات بسيطة إلى قتال بالأسلحة النارية في العراق أمرًا منتشرًا بكثافة، يسقط فيه ضحايا، غالبا على خلفية سبب بسيط مثل مباراة لكرة قدم أو ملكية بطّة وهي مهازل يجب الوقوف عندها كثيرا”.
سلمان يتذكر حادثة غريبة وقال عنها : ان”هناك شجارا بين طفلين دون 10 سنوات، رفض أحدهما الذي ينتمي إلى عشيرة الفراطسة إعادة مبلغ ألف دينار اقترضه من صديقه من عشيرة البو علي، وتدخّل والد المقرض وضرب الطفل الآخر، ليتطور الأمر إلى اشتباك مسلح في ميسان”.
الشويلي ومنخي وسلمان متفقون على ضرورة “وجود قانون قوي في جميع المناطق حتى ينعم الاهالي بالأمن والآمان والابتعاد عن لغة السلاح التي لم تعد تليق بالوقت الحاضر الذي نريده مخصصا لتقديم الخدمات واللحاق بالبلدان الاخرى التي سبقتنا وهذا لن يتحقق ما لم تكن هناك طرقا لمعالجة الخلل في البنية الاجتماعية في بعض المناطق والتعامل على تغليب لغة العقل على جميع اللغات حتى يسود السلام الحقيقي في جميع المناطق العراقية”.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …