المرأة العراقية بين الاحتفال والتضحية اليومية

المرأة العراقية بين الاحتفال والتضحية اليومية

مقال بقلم:  سجى اللامي

يعتبر يوم المرأة العالمي مناسبة سنوية يحتفل بها العالم، ويُخصص تكريماً وتقديراً لدور المرأة في المجتمع، بالنسبة للمرأة العراقية يعتبر هذا اليوم مميزاً لها، حيث تشعر بالفخر والاعتزاز عندما يذكرها الأشخاص ويعايدونها، ولكن، إذا تأملنا في الأمر بعمق، فإن الاحتفاء بيوم المرأة لا ينبغي أن يقتصر على هذا اليوم فقط فالكثير من النساء يعانين من تحديات يومية يتطلب من الرجال تكريمهن ودعمهُن طوال العام
إن المرأة العراقية لا تحتاج إلى تهنئة واحدة في السنة لتشعر بقيمتها، بل تحتاج إلى تقدير حقيقي في حياتها اليومية، العديد من النساء تعرضن من العنف الأسري والإجحاف، سواء من الزوج أو العائلة. ورغم صمودهُن، فإنهن غالباً ما يبقين صامتات بسبب ضغوطات العادات والتقاليد التي تمنعهن من الحديث عن معاناتهن، كما أن بعض النساء يسعين للحصول على فرصة عمل شريفة، ولكنهن يواجهن الاستغلال والمساومة من قبل”البعض” ورغم كل هذه الصعوبات، فإنهن صامدات بعزيمتهن وكبريائهن، ولكنهن غالباً ما يعودن إلى المنزل محملات بحزنٍ نفسيٍ عميق
المرأة في العراق لا تحتاج فقط إلى كلمات المعايدة، بل إلى اعتراف حقيقي بقدرتها على التكيف والصمود في وجه التحديات اليومية ، وتبذل جهداً كبيراً للحفاظ على استقرار أسرتها رغم الضغوط النفسية والاجتماعية سواء كانت أماً، أو أختاً أو زوجة، أو حتى صديقة، أو زميلة، تحتاج المرأة إلى الدعم المستمر من كل من حولها من الرجال حتى تعيش حياة كريمة، إن المرأة خلقت من ضلع الرجل، ويجب أن تُصان وتُحتَرم، سواء على المستوى الشخصي أو العام.
عندما تدخل المرأة في مجال العمل، تبرز وتبدع، وعندما تصبح أرملة أو مطلقة، تصبح مجاهدة تسعى من أجل تربية أبنائها في أفضل الظروف ،وفي ظل ما يمر به زوجها من ظروف صعبة تبذل كل جهدها لمساعدته من خلال عمل شريف، وفي حال كانت عائلتها تمر بظروف قاسية، فإنها تقف شامخة لتوفير لقمة العيش لهم وعلى الرغم من كل الصعاب والانكسارات التي تواجهها، فإنها لا تُظهر ضعفها أمام المجتمع، بل تبقى صامدة، وهذا هو أقوى دليل على جهادها وتضحياتها
نعم هناك رجال حقيقيون لا يزالون يقفون مع المرأة ويدعمونها في شتى المجالات، لكننا بحاجة إلى أن يمد الجميع يد العون للمرأة وينظروا إليها بنظرة احتواء وأبوة ورحمة، فالمرأة ليست مجرد مصدر للتهاني في يوم واحد من العام، بل هي عماد المجتمع وأساسه الذي يجب أن يُعامل بكامل الاحترام والتقدير في كل يوم.

عن سجى اللامي

شاهد أيضاً

العقوبة ام تقديم النصح والإرشاد المروري

العقوبة ام تقديم النصح والإرشاد المروري نورا المرشدي حين التجول في شوارع العاصمة بغداد نرى …