
سالم رحيم عبدالحسن
حين وصلني خبر استشهاد السنوار حوالي الساعة السابعة مساء وأنا في الطريق إلى كربلاء للزيارة والدعاء، توقفت في أحد الحسينيات للصلاة. وبعد إتمامها، حاولت تشغيل الإنترنت في جهازي فلم أتمكن لنفاذ الرصيد. كان هاجسًا يلح عليّ أن أفعله، فطلبت من أحد الموجودين تفعيل جهازي على جهازه، فاستجاب مشكورًا.
صدمني خبر استشهاد السنوار، وبدون شعور مني صرخت مكبرًا، مع استغراب الحاضرين. فنهضت من مجلسي وطلبت من خادم الحسينية أن يكبر عبر جهاز الصوت، فلم يفهم مغزاي وسأل: ماذا حدث؟ فصرخت بصوت عالٍ: “لقد استشهد السنوار!”
نهض الجميع وهم يكبرون بصوتٍ عالٍ شابته العبرة والنحيب، رغم أننا كنا لا نعرف بعضنا البعض. جمعتنا الحسينية في الطريق لأداء الصلاة، لكن شعرت بأن مصابنا واحد. شهادة السنوار كانت تجمعنا، فهتف الجميع: “كون اليوم حاضرها علي الكرار!”
بدأ الجميع بلطم صدورهم، وضجت النساء خارج الحسينية بالبكاء. أحسست بأن شهادة السنوار فيها شيء إلهي، وأنها خير مصداق للوحدة التي تمثلت بنا، نحن الغرباء، ولا يعرف أحدنا الآخر.
رصد نيوز الدولية رصد نيوز