؟
قد لا يحقق رئيس الوزراء في زيارته الى واشنطن، ملفات عالقة يرى فيها العراقيون، ضرورة ملحة لطرحها على طاولة الحل، والرجل الذي يسعى لإبعاد شبح مخاطر تراجع الاقتصاد، يحمل في جعبته، أوراقاً معقدة مضى على تأخيرها أكثر من عقدين، بسبب هيمنة الأمريكان على مفاصل مهمة، يعملون على إطالة أمدها في بلد دفع أثماناً باهظة إزاء الاستهتار الذي دفع العراق الى حافة قلقة.
وحتى مع التغييرات التي شهدتها المنطقة، تصاعد الرفض لوجود الاحتلال الأمريكي في العراق، إلا ان واشنطن تحوك خيوطاً خبيثة لاستمرار وجودها والتلاعب بالثروة التي تحكم قبضتها فيها على مخرجات صادرات النفط، لإبقاء الأمر “ورقة ضغط” على الحكومة لاستحصال مكاسب البقاء المرفوض.
ويقول مصدر سياسي مقرب من القرار، ان السوداني الذي يطالبه الشارع بفك قيد المال العراقي من اغلال الخزانة الأمريكية، قد لا يصل الى نتيجة مرضية بهذا الشأن، إلا انه سيدفع بهذا الملف لتذكير واشنطن بالرفض العراقي لوجودهم الذي أصبح انهاؤه، مطلباً شعبياً ملحاً.
ويضيف المصدر، ان “من بين أبرز الملفات التي ستتم مناقشتها، انهاء فوضى التلاعب الأمريكي بالدولار من خلال فرض العقوبات على مصارف دون أخرى، فضلا عن القيود الموضوعة على العراقيين بالتحكم بأموالهم التي تتلاعب بها الإدارة الامريكية، وفقا لمصالحها في الداخل العراقي”.
ويتوقع خبراء في مجال المال والأعمال، ان يصل السوداني بزيارته الى الولايات المتحدة الامريكية لإجراء، قد ينهي عقدة الدولار التي استمرت لأكثر من عامين، مشيرين الى ان الرجل يدرك، ان الاستمرار بهذا التمادي، سيقود الاقتصاد الداخلي الى الانهيار، بسبب تدخلات سفارة الشر في بغداد، بمخرجات الورقة الخضراء.
ويؤكد الخبير الاقتصادي ضياء المحسن، ان “بعض الجهات السياسية تدفع باتجاه اعانة الامريكان على بقاء أموال العراق تحت تصرف المحتل”.
ويضيف المحسن ، ان “بعض الجهات المستفيدة من الامريكان والمتعاونة معها، تشتغل على استمرار تمادي الإدارة الامريكية في التلاعب بثروة العراقيين، من خلال أكاذيب وخداع مستمر، مشيراً الى ان هذه الجهات لا تزال تتمتع بامتيازات على حساب المصلحة الوطنية”.
وخلال العامين الأخيرين، كثفت المقاومة الإسلامية العراقية، ضرباتها التي تحاول ان تبعث من خلالها، رسائل عراقية رافضة لهذا الوجود، لاسيما مع محاولات خبيثة لإعادة تحريك الشارع عبر أدوات الاحتلال التي أحرقت المحافظات عام 2019.
ويرى مختصون، ضرورة انطلاق حملة الضغط الشعبي بشكل واسع، تزامناً مع هذه الزيارة لإيصال رسالة لإنهاء الاحتلال واستعادة المال الذي تحاصره الإدارة الأمريكية، والتلاعب بمقدرات البلاد الداخلية بضمنها آفة الفساد التي تعمل على فرعنتها أدوات السفارة الأمريكية في البلاد.
وعلى مسافة واحدة من الحراك الداخلي، علق ناشطون على زيارة السوداني الى واشنطن بالتذكير بأهمية وضع خطط واضحة، للنهوض بالاقتصاد العراقي، وانهاء الهيمنة على أبرز القطاعات وفي صدارتها النفط والغاز.
ويشير محمد مجيد، وهو ناشط على موقع الفيسبوك، واسع الانتشار، ان “مهمة السوداني في زيارته الى أمريكا، يجب ان تثمر بحسم ملفات لا تزال عالقة منذ عقدين”، لافتا الى “أهمية ان يصل مع المعنيين بإنهاء التدخل بحركة المال الذي لا يزال بقبضة الخزائن الأمريكية”.
رصد نيوز الدولية رصد نيوز