“2003” شاهداً على سرقاتها الاقتصادية …كيف استباحت واشنطن خيرات العراقيين ونهبت ثرواتهم ؟

يدفع العراقيون فاتورة الاحتلال الأمريكي منذ أكثر من عشرين عاما، دفعت سفارة الشر فيها جيوشها من العملاء في الداخل والخارج عبر شركات لنهب ثروة البلاد وتدمير البنى التحتية التي لا تزال تحمل أعباء المفخخات والإرهاب، فضلا عن تسيب الحدود ودعم الفوضى التي صارت عنوانا بارزا في السنوات السابقة.
ويقول مصدر سياسي قريب من القرار بعد التغيير النيساني، إن قوات الاحتلال عمدت على نسف الكثير من الخطط التي كان يطمح لها العراقيون بعد عام 2003، وفي مقدمتها البناء والإعمار.
ويلفت المصدر في تصريح لـ”المراقب العراقي”، ان “من بين أولى الخطوات التي شرع بها الحاكم المدني بول بريمر، هو التأسيس لشبكات الفساد في دوائر ومؤسسات الدولة كجزء من تمكين عامل الفوضى وتدمير البلاد اقتصاديا”.
ويشير المصدر، الى أن “من بين القرارات التي اتخذتها سلطة الاحتلال تجميد عمل مصانع ومعامل البلاد لصالح شركات دول عربية واجنبية التي اخترقت السوق ودمرت عجلة التجارة والصناعة الداخلية حتى صارت البلاد تنوء بأثقال آلاف العاطلين عن العمل والتي كانت تحاول ان تحركهم ضد أي حكومة لا تخدم مصالحها”.
وتقول مراكز دراسات استراتيجية إقليمية، ان الامريكان وفي مقدمة خطواتهم أحكموا قبضتهم على النفط والمال العراقي، وقد نهبوا في هذا الطريق مليارات الدولارات عبر تهريب النفط والزئبق وسرقة المعادن العراقية التي تعد من أنقى المواد الأولية في المنطقة”.
وتشير تلك المراكز الى ان الامريكان ومن خلال سفارتهم في بغداد، أسسوا منظمات تحت مسميات مدنية وأخرى سياسية الهدف منها خلق الفوضى وإبقاء الوضع مرتبكا لاستمرار السرقة والنهب والفساد الذي ابتلع موازنات الدولة السنوية الهائلة.
وفي الصدد، يؤكد مراقبون للمشهد، ان الاحتلال صار يتراجع بشكل تدريجي بسبب وجود المقاومة، الا أنه يمارس الضغوط الخبيثة لإبقاء الاقتصاد الداخلي بوضع متراجع وخاضع لرقابة سفارة الشر التي تدير مؤامراتها من خلال ورقة الدولار.
ويعلق المختص بالشأن الاقتصادي ضياء الشريفي من زاوية أخرى اذ يراها أكثر قربا من الحديث عن المؤامرات الامريكية على البلاد، منوها بأن وجودهم كان لخنق منطقة الشرق الأوسط وابعاد شبح الصين الذي صار يحتل الأرقام الأولى في اقتصاديات العالم.
ويبين الشريفي، ان “أمريكا وصلت لهدف معالجة كوارثها الاقتصادية، فهي في الوقت الذي تحاول فيه التمركز في المنطقة عبر ممرات العراق، نسفت خيرات العراقيين وسيطرت على النفط الذي اصبح تحت اشرافها حتى وإن كان بطريقة غير مباشرة”.
وشهدت البلاد بعد التغيير الذي أنهى وجود عصابة البعث المجرمة، موجة من النهب الذي أسست له الولايات المتحدة بالتعاون مع السعودية والامارات والأردن بعد اختراق الحدود وتفعيل التهريب واختلاق الازمات في الداخل التي لاتزال البلاد تنوء بحملها عبر أكثر من عشرين عاما.
ويعول العراقيون على حراك وقوة المقاومة التي لا تزال ترسل صفعات مستمرة للاحتلال في أكثر من قاعدة يعيشون فيها حاليا بخوف وحذر نتيجة الضغط الشعبي الذي يصر على انهاء وجود الاحتلال وتحرير المال العراقي الذي تهمين عليه أمريكا لإبقاء الاقتصاد رهينة لمزاجها ومؤامرتها المستمرة ضد العراق.
ورغم الرفض الشعبي الكبير لهذا التواجد السرطاني، الا أن بوادر انهيار هذا الوجود، ستعزز عزيمة منظومة سياسية واقتصادية رصينة تبنى على الأساس الوطني بعيدا عن كوارث أمريكا وعملائها في الداخل والخارج

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …