عمال النظافة يبحثون عن “حل” لأزمة الرواتب عبر الإضراب

IMG_20240311_121931_628-300x181 عمال النظافة يبحثون عن "حل" لأزمة الرواتب عبر الإضراب
المدن تغرق وسط النفايات

يونس جلوب العراف…
كريم محيي، واحد من عمال النظافة الذين يرون، ان الإضراب حق مشروع بسبب قلة الدعم والاهتمام بعملهم، فالـ 170 ألف دينار، لا تكفي ولا تتناسب مع الجهد الذي يبذله العامل لـ8 ساعات يوميا، في وقت يتقاضى عمال في دوائر أخرى غير البلدية، أربعة أو خمسة اضعاف ذلك المبلغ، لذا فهو من الذين يبحثون عن حل لأزمة الرواتب عن طريق الإضراب المكفول دستوريا، حتى لو استمر لمدة أشهر على طريقة “هي خسرانة خسرانة” لكون مقدار الراتب، لا يستحق معاناة العمل.
الخطورة التي يعيش فيها عمال النظافة، لا يمكن وصفها، فالكثير منهم يصابون بالأمراض، مع عدم توفير التدابير الوقائية من قبل وزارة الصحة لهؤلاء، وهو ما يؤكد ان هذه المهنة يستحق أصحابها رواتب كبيرة، وليس مبلغ الـ 170 ألف دينار، الذي يدعو الى السخرية، مقابل الشفقة على العمال، ذلك ما يراه المواطن سالم علي الذي أضاف: ان “الراتب الذي يتقاضاه عمال البلدية، ليس وحده السبب فيما يقوم به من اضراب، فهناك معاناة أخرى تتمثل في كون أكثر العمال سيكونون في سن التقاعد قريبا، وهم لا يمتلكون سنوات خدمة كثيرة، تؤهلهم للحصول على الراتب التقاعدي إلا في حال شمولهم بقرار حكومي ينصفهم، وهذا ما يجب ان يطالبوا به قبل مطالبتهم بزيادة الراتب”.
وعلى الطريقة التي يفكر بها العمال، هناك مواطنون يؤيدون مطالب العمال ويقولون: “من المفروض أن يحظى عامل النظافة براتب مليون دينار، لقاء ما يقدمه من جهد وتعب ومخاطرة، وهذا القول هو للمواطن صالح منسي الذي اضاف: إن “النفايات المتراكمة الآن حلولها سريعة، من الممكن كمواطنين أن نقوم بتجميعها في مكان واحد وحرقها، لكي ندعم عمال البلدية في إضرابهم الذي قد يستمر إذا لم تتم الاستجابة له في أقرب وقت ممكن”.
الذي يثير الانتباه في ظل هذه الأزمة هو مصطلح “الغرق في النفايات” وهو مصطلح جديد بدأ بالانتشار في المناطق التي تشهد حالات إضراب عمال النظافة، لذلك تراكمت النفايات في شوارع خور الزبير غرب البصرة، حيث يطالب العمال بتعديل سُلّم الرواتب الخاص بهم وزيادة مخصصاتهم المالية، وهذا ما أشار اليه المواطن خالد قاسم الذي يرى، ان “تراكم النفايات في الشارع يشوه صورة المدينة، ويضر الأهالي ويشدد على ضرورة ايجاد حلول أخرى غير الإضراب، فهذه الحالة يجب ان لا تدوم في ظل عدم الاهتمام من قبل محافظ البصرة الذي هو الوحيد الذي بإمكانه حل مشكلة عمال نظافة البصرة الذين برزوا الى واجهة الأحداث خلال الأيام القليلة الماضية”.
سالم يعود الى الحديث ليقول: لا أحد قادر على العمل بهذا الراتب، وهذه المهنة مقدرة في جميع أنحاء العالم، لكنها ومع الاسف الشديد، لا تلقى اهتماما وتقديرا من الحكومات المتعاقبة على العراق، فهناك أماكن خطرة وملوثة والموظف يتعامل بشكل مباشر مع أكياس النفايات، ولا يعرف ما في داخلها، والكثيرون يصابون بالأمراض، لاسيما النفايات التي يكون مصدرها وزارة الصحة، فيما يؤكد خالد، ان هناك انتشاراً للقوارض والكلاب السائبة بسبب النفايات، وذلك يشكل خطورة على حياة السكان، لذلك يجب تدارك الأزمة في أسرع وقت ممكن، من خلال انصاف هؤلاء العمال الراغبين بتحسين معيشتهم من خلال مطالبتهم برواتب مساوية لموظفي الدولة الآخرين الذين يسمون في الدوائر الحكومية موظفي خدمة”.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …