 
 
 يونس جلوب العراف…
لم يكن المواطن هاشم رحيم يتوقع سماع ولده سيف وهو يكيل الشتائم لصديقه بهذه الطريقة التي سمعها أثناء مروره أمام المحل الذي يعملان فيه فقد كانت الكلمات التي تكلم بها تخترق قلبه قبل اُذنه كالصاروخ وسبب ذلك هو التقاء سيف وصديقه في إحدى المقاهي داخل منطقتهم السكنية على الرغم من حرصه على ان لا يحدث ذلك، لكن هذه المقاهي قد تحولت الى “بؤر” لتعليم الإساءة والابتذال وهو ما أثار تذمر وانزعاج الأهالي من هذا الوضع الذي لم يخطر على بال الأب يوما من الأيام.
وليست حالة هاشم وابنه سيف هي الوحيدة فهناك حالات مشابهة كثيرة، فالمواطن سالم شرهان يقول: أنا من منطقة حي البتول شرقي بغداد وفي حيِّنا يوجد عدد من المقاهي، وبعضها وسط البيوت مما تسبب إزعاجا للجيران, لكن لا يوجد حل  فلا جهة حكومية تنظم عمل هؤلاء, ولا جهة نلجأ لها لمنع الإزعاج  لذا لا يوجد حل لمن يكون جاره صاحب مقهى إلا أن يبيع بيته ويهرب وهذه الحالة بدأت تكبر حتى أصبحت هناك مقاهٍ داخل أفرع وليس على الشارع العام” ويؤيد هذا الرأي المواطن عادل منصور الذي يقول :ان المقاهي قد أصبحت خطرا حقيقيا على المجتمع لاسيما في أطراف المدن حيث يوجد مقهى في طرف حي النصر مبنية على ارض متجاوز عليها، وقد تحولت الى  بؤرة لتجمع المشبوهين والذين يعلو صوتهم في الليل فيزعج الأهالي الذين  يسعون في الكثير من الحالات الى تجنب الاحتكاك بهؤلاء تجنبا للمشاكل “.
سالم الذي يبدو التذمر على محياه يقول: ان “الوضع في منطقتنا لم يعد يطاق وأنا من جانبي أحاول منعَ كلِّ من أعرف من أقاربي من الذهاب لكل مقاهي الحي، فمن يرتاد هذه المقاهي يصبح مشبوها، لأنها تجمع فقط المشبوهين الذين وجدوا في هذه الاماكن قاعدة لممارسة اعمالهم المشبوهة من سرقات ونصب واحتيال وقمار”.
عادل من جانبه يرى أن ” ضعف تطبيق القانون من قبل الجهات الأمنية في بعض المناطق ووجود من يتلقى الرشاوى من بعض ضعاف النفوس الا انه  يتمنى أن تخضع هذه المقاهي للتفتيش المستمر من قبل الجهات المختصة, وكذلك منع فتح المقاهي في البيوت أو وسط حي سكني لأنها لا تناسب الحياة الاجتماعية  كونَ أهالي هذه المناطق تحكمهم الأعراف العشائرية الأصيلة في الكثير من الحالات وهم يرفضون الاساءة الى الجار ” .
 وبالعودة الى هاشم الذي مازال في حالة ذهول من الحال التي وصلت اليه مناطقهم فيقول: بحكم اطلاعي فقد عرفت ان في العالم المتحضر لا يمكن فتح مقهى، إلا بأخذ تصريحات وموافقات حكومية مرتبطة بخروج لجان لتنظر هل يتوافق مكان المقهى مع حياة الناس أم لا وهو إجراء صحيح من جميع النواحي، لكن في بلدنا السمة الأبرز هي الفوضى, فيستطيع أي شخص أن يفتتح مقهى في أي مكان, حتى لو فوق سطح البيت! وهو ما يحصل في أحيائنا الفقيرة مع شديد الاسف “.
يشترك هاشم وعادل وسالم في رؤية أن” المقاهي داخل المناطق السكنية هي مصدر للإزعاج والتذمر من قبل الاهالي, فمن يرتاد هذه الأماكن تجد سلوكياته تبدأ بالانحراف, فكم شاب كان متزنا ذا سلوك حميد, وما أن دخل عالم المقاهي حتى فسدت أخلاقه, وتحول إلى إنسان منحرف أو حتى لص حقير, وتجد من يصاحبه من نفس النوع غير السوي، والمصيبة  أنه لا توجد جهة نشتكي  عندها من هذه المقاهي العفنة, التي تنشر الفساد بين الشباب”.
 رصد نيوز الدولية رصد نيوز
رصد نيوز الدولية رصد نيوز
				 
						
					 
						
					 
						
					