يونس جلوب العراف…
ما إن دخلت “أم علي” الى السوق حتى تفاجأت بالغلاء الذي شاهدت على المواد الغذائية الضرورية على الرغم من إن شهر رمضان المبارك لم يهل هلاله فصاحت بإعلى صوتها وبلهجتها الجنوبية ” الله واكبر ولكم لا صايرة ولادايرة” وعندما سألها احد المبتضعين عن سبب صراخها فقالت انها تعودت ان ترى ارتفاع الاسعار في رمضان وليس قبله ، فكان رده “كلشي يصير بهذا الوكت” اي ان لاداعي للاستغراب فالتجار قرروا ان يبدأوا ماراثون الغلاء قبل حلول شهر رمضان المبارك وعلى المواطن أن يدفع الثمن فقالت “أمرنا لله يمه وعساها بحظهم وبختهم” في موقف ينم عن يأس من الاجراءات “الخجولة “التي تتخذها وزارة التجارة في مطلع كل رمضان .
وفي المقابل وفيما بات شهر رمضان على الأبواب، يتواصل تفاوت السعرين الرسمي والموازي لصرف الدولار مقابل الدينار في الأسواق، وبفارق كبير يصل لنحو 25 ألف دينار عن كل 100 دولار،يرى المواطن عادل مخلف ان ارتفاع الدولار ينعكس ارتفاعا في أسعار السلع والمواد الغذائية بما فيها الأساسية منها، ما يثقل كاهل المستهلكين من متوسطي الدخل ومحدوديه والفقراء الذين يدفعون بالدرجة الأولى ثمن التفاوت بين سعري الصرف، حيث أن غلاء الأسعار ينعكس سلبا على تحضيراتهم لاستقبال شهر الصوم والذي تنشط قبله حركة الأسواق” .
وليس ببعيد عما يقوله عادل فأن المواطن العراقي رائد محمد :أن” أزمة الدولار كنا نتأمل خيرا ان تتم السيطرة عليها لكن مع الأسف لا يبدو ذلك قريبا، حيث ونحن على بعد أسبوعين فقط من حلول شهر رمضان، لا زالت أسعار المواد الغذائية في ارتفاع مستمر وهو ما نلاحظه مع كل سلعة تقريبا” .
ويؤيده عادل فيقول : ان”الاحتياجات الرئيسية من رز وحبوب وبقوليات وزيت طعام وسكر، إلى الخضار والفاكهة واللحوم وحتى الخبز، فإن الأسعار مرتفعة جدا ولا تتناسب مع قدرات غالبية الناس الشرائية، فمثلا علبة حليب الأطفال قفز سعرها بنحو 3 آلاف دينار، وكيلو الرز زاد سعره بأكثر من ألف دينار، وحتى البصل وصل سعر الكيلو الواحد منه إلى 2500 دينار، وقس على ذلك كل شيء “.
وهكذا فالأسرة المتوسطة العدد مثلا، بات عليها دفع مبالغ إضافية أكبر تتراوح ما بين 150 إلى 250 دولار على أقل تقدير شهريا لتأمين احتياجاتها الحياتية من غذاء وكساء ودواء، هذا ناهيك عن ارتفاع تكلفة المواصلات والخدمات والمحروقات”.
عادل ورائد وجها دعوات الى وزارة التجارة لضبط الأسعار قبل قدوم شهر رمضان ومنع استغلال التذبذب في سعر الصرف من قبل بعض التجار، فرغم صدور قرار من البنك المركزي العراقي واعتماده من قبل الحكومة في 7 فبراير الماضي، بجعل سعر الصرف 132 ألف دينار لكل 100 دولار، لكن ذلك لم يسهم في تحقيق استقرار سعر الصرف الذي يلامس منذ أيام عتبة 155 ألف دينار وما فوق لكل 100 دولار “.
ويريان ان”التذبذب في سعر الصرف اصبح يقض مضاجع العراقيين وبات شغلهم الشاغل لانعكاساته الكارثية على أوضاعهم المعيشية وقدراتهم الشرائية، التي تتراجع يوميا على وقع ارتفاع أسعار السلع والخدمات الأساسية مع تراجع قيمة الدينار إزاء الدولار” .
ويؤكدان ان” الفتور النسبي أصبح يسيطر على حركة الأسواق الشعبية والمجمعات التجارية، والتي عادة ما تكون في مثل هذه الأيام قبل شهر رمضان المبارك أكثر اكتظاظا بفعل إقبال المستهلكين على التسوق والاعداد المسبق للمستلزمات الرمضانية “.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …