
أثار تسابق مسؤولي إقليم كردستان خلال هذه الفترة الى المشاركة في المؤتمرات الدولية والإقليمية، موجة من الاستغراب والانتقاد لدى الكثير من المتابعين للشأن السياسي العراقي، خاصة وان قادة أربيل يسعون الى طرح المشاكل العالقة مع بغداد، وهو ما يضعف الموقف العراقي الخارجي، ويعطي صورة للرأي العام الدولي بأن العملية السياسية غير مستقرة ومربكة، وهذا ما يريد ان يوصله الكرد الى المجتمع الدولي، سعياً لتحقيق أهدافهم بالانفصال وغيرها، بحسب ما يراه مراقبون.
وفي الوقت الذي يسعى العراق للتخلص من الهيمنة الأمريكية وطرد قواته العسكرية على خلفية جرائمه بحق أبناء الحشد الشعبي، تعمل أربيل على زيادة التدخل الأمريكي في شؤون العراق، عبر طرح مشاكلها مع الحكومة الاتحادية لوفد من الكونغرس الأمريكي، داعية واشنطن الى التدخل، لحل القضايا العالقة من خلال الضغط على حكومة السوداني، من أجل القبول بالشروط الكردية بشأن هذه القضايا.
ويرى مراقبون، ان المشاكل بين بغداد أربيل يتحمّل الجزء الأكبر منها إقليم كردستان، وبالتالي كان الأجدر بهم زيارة بغداد والجلوس على طاولة الحوار، لتحديد النقاط الخلافية، والعمل على تذليلها وفقاً للقانون، خاصة فيما يتعلق بقانون النفط والغاز، وتسليم عائدات تصدير النفط والمنافذ الحدودية وغيرها من المشاكل العالقة بين الجانبين، بدلاً من التذلل للولايات المتحدة الأمريكية، وفتح الباب أمام الدول الخارجية، للتدخل في شؤون البلاد الداخلية.
وفي وقت سابق، بحث رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني، مع وفد الكونغرس الأمريكي، في ميونخ بألمانيا، المشاكل العالقة بين بغداد وأربيل، إذ ناقش الاجتماع، علاقات الولايات المتحدة الأمريكية مع إقليم كردستان، وعلاقات أربيل وبغداد، وآخر تطورات الحوار بينهما، من أجل حل المشاكل العالقة.
وحول هذا الموضوع، يقول النائب عن ائتلاف دولة القانون، عارف الحمامي،إن “سفر المسؤولين الأكراد وحضورهم الى المحافل الدولية، وطرح المشاكل الداخلية، يضعف الموقف العراقي الخارجي، ويسيء لسمعة البلاد”.
وأضاف الحمامي، أن “مثل هذه التصرفات تشظّي الموقف العراقي الوطني، وهو ما يسعى له الأكراد منذ بداية تشكيل العملية السياسية”، مبيناً “انهم يحاولون استثمار تلك المحافل في تحقيق أهدافهم”.
وبيّن، ان “الاكراد لا تهمهم مصلحة البلاد العامة بقدر ما يهتمون لتحقيق مصالحهم الشخصية والحزبية، لأنهم يسعون الى تكوين دولة داخل دولة”.
وأشار الى ان “المشاكل العالقة بين بغداد واربيل يتحمّل الجزء الأكبر منها إقليم كردستان، مشيراً الى انه مستفيد من هذه الخلافات ويسعى لدوامها، من أجل تحقيق أهداف وغايات خاصة”.
يشار الى ان البرلمانية الكردية السابقة يسرى رجب، وصفت مشاركة المسؤولين بحكومة كردستان في المؤتمرات الخارجية والدولية، بالمخالفة الصريحة، لبنود الدستور العراقي والمتعلقة بشأن الصلاحيات الدستورية الحصرية في موضوع التمثيل الخارجي والسياسة الخارجية.
من جهته، يرى المحلل السياسي كاظم جابر، أن “الدور الكردي المرسوم من خلال الإدارة الأمريكية، هو اضعاف الحكومة المركزية في بغداد، مبيناً ان عائلة البارزاني تعد أحد معوقات تحقيق السيادة الوطنية”.
وقال جابر إن “مشاركة قادة أربيل في المحافل الدولية الرسمية، يعطي انطباعاً سيئاً عن العراق، مستغرباً من طرح المشاكل الداخلية أمام الدول الغربية ومطالبتهم بالدعم والتدخل”.
وأضاف، ان “حكم عائلة البارزاني على وشك الانهيار، وهو يواجه معارضة كبيرة من الشعب الكردي، وهناك مؤشرات فساد من شأنها ان تنهي هذه الحقبة الفاسدة الى الأبد”.
وأشار الى ان “سبب مشاكل الإقليم هم العائلة الحاكمة في كردستان، من خلال سرقة رواتب الموظفين، وفرض الادخار الاجباري”، منوهاً الى ان “حكومة أربيل حاولت تعليق فشلها على بغداد، للتخلص من الضغط الذي تواجهه”.
والمتعارف دولياً، ان رسم السياسات الخارجية والتمثيل الدبلوماسي والحضور والمشاركة في الاتفاقيات والمعاهدات الدولية وفقاً للدستور، يعد من صلاحية الحكومة الاتحادية وفقا للفقرة أولا من المادة 110 من الدستور العراقي.
ودائماً ما يدعو سياسيون ومعنيون في الشأن العراقي، الى ضرورة إبعاد سيطرة إقليم كردستان عن وزارة الخارجية، نتيجة استغلالها في قضايا تخص وتخدم الإقليم، وتجاهلها القضايا التي تهم البلاد بصورة عامة، الأمر الذي انعكس سلباً على صورة العراق الخارجية.
 رصد نيوز الدولية رصد نيوز
رصد نيوز الدولية رصد نيوز
				 
						
					 
						
					 
						
					