يونس جلوب العراف…
في برهة من الوقت، وبحادث مروري لم يكن له فيه أي تقصير، كاد هيثم خزعل، ان يفقد حياته، بسبب غياب إنارة الطرق الخارجية على طريق “بغداد – الكوت”، هذا الحادث كانت نتيجته اصابة هيثم بالعوق الذي مازال يعاني منه، على الرغم من مرور سنتين، فما بين لحظة وأخرى، تحوّلت حياة هذا المواطن الى جحيم، بسبب انعدام الانارة في طرق كان من المفترض ان تكون موجودة، فغابت تلك الانارة وغابت معها حياة رجل أراد أن يفرح بلقاء أسرته، لكن ظلام غياب الإنارة، دفن لحظات حياته المضيئة على مسارات الطرق الخارجية .
هيثم ليس الضحية الوحيدة، لغياب إنارة الطرق الخارجية، فمعظم الطرق في العراق، تفتقر إلى الإضاءة الجيدة، ممّا تتسبب بوقوع الحوادث المؤسفة، التي يذهب ضحيتها الأبرياء، فضلا عن ذلك، تتعرّض المركبات إلى أعمال السرقة أو الخطف في المناطق المظلمة، والضوء المنبعث من المركبات والعجلات غير كافٍ، وهذا ما يؤكده المواطن جاسم هاشم الذي انقذ هيثم من الموت، كونه كان حاضراً في وقت الحادث، فقد شاهد العديد من الحوادث على الطرقات المؤدية الى قريته القريبة من مكان حادثة هيثم، والذي يرى أن إنارة الطرق تعد من مظاهر التقدم الحضاري والاقتصادي وهي تسهل حركة وسائل النقل والمشاة والتقليل من الحوادث، فالإنارة الجيدة تسهم في حل معضلة ازدياد الحوادث على الطرق الخارجية.
فصول الرواية لم تنتهِ عند هيثم وغيره، بل هي مشكلة تحولت الى ظاهرة، والى ذلك أشار المواطن فيصل علي الى أن الهدف الأساس من الإضاءة ليلا، يسهم في بعث الاطمئنان والاستقرار النفسي للسائق والركاب، فضلا عن أنها تكون عائقاً لمرتكبي الجرائم والسرقات، حيث تكتسب إنارة الشوارع، أهمية جديدة باستعمال مصابيح شديدة التوهج، كمصابيح بخار الزئبق والصوديوم .
ضواحي العاصمة المؤدية الى المحافظات، تشهد بعض الحوادث، فهناك مواطن من سكنة منطقة الحسينية، هو جعفر صالح يؤيد ما قاله جاسم وفيصل، ويرى إن السلامة تبدأ من الطريق، فأغلب السكان يعانون من انعدام إنارة الطريق الرابط بين المركز وحسينية الراشدية، الذي يعدُّ استراتيجياً كونه يربط محافظات العراق مع المحافظات الشمالية، لذا بات من الضروري وجود أنظمة إنارة دائمة العمل في هذا الطريق، للحد من الحوادث المتكررة، ومع وجوب الالتفات لهذا الأمر المهم لسكنة الحسينية، الذين يخوضون غمار هذا الطريق ذهاباً وإياباً نحو العاصمة، ويكونون مهددين بخطر الموت، بسبب انعدام الرؤية في مساء كل يوم.
ويرى الأغلبية بان الطرق الخارجية بصورة عامة تعاني الإهمال، فقد أوضح المواطن محمد لفتة، أن الطرق الخارجية تشكو عدم وجود صيانة جيدة لها وأغلبها يحوي حفرًا وتشققاتٍ، تسبب الكثير من الحوادث المؤسفة، فضلا عن عدم توفر إشارات تحذيرية، لافتا الى أن “الإنارة الموجودة في بعض الأماكن، تجد أغلب مصابيحها عاطلة وتفتقر للصيانة الدورية”.
الطرق الموجودة على أطراف المدن، تفتقد لمقومات الطرق الخارجية، نتيجة غياب الإنارة والجزرات الوسطية المنظمة، وإشارات المرور الدالة على طبيعة الشارع، ذلك ما أشار إليه محمود مخلف والذي يؤكد، أن إنارة طريق “بغداد – كركوك” معدومة، على الرغم من مرور المركبات بسلسلة جبال حمرين التي تعد الأكثر توتراً من الجانب الامني، فضلا عن وجود الارتفاعات والانخفاضات في الطريق، وضيقه في الوقت نفسه، لافتا إلى عدم توفر إشارات تحذيرية أو إرشادية، وهو ما يتسبب بوقوع حوادث تأثيراتها أقوى بكثير مما حدث لهيثم من عوق جسدي ونفسي، مازال مستمراً الى اليوم، كما ان الاتهام سيبقى يطارد أعمدة الكهرباء الى ما لا نهاية.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …