
ارتفاع الطعون يهدد 36 مقعداً… ونصفها قُدّم في الساعات الأخيرة: هل تقود النتائج إلى صدمات سياسية؟
شهدت عملية تقديم الطعون بنتائج الانتخابات البرلمانية تصاعداً غير مسبوق خلال الساعات الأخيرة قبل إغلاق باب الطعون، في مشهد وصفه مراقبون بأنه “مفاجئ” و”يوحي بوجود اعتراضات واسعة على النتائج المعلنة”.
قفزة غير متوقعة في أعداد الطعون
أعلنت مفوضية الانتخابات النتائج النهائية مساء الاثنين، لتبدأ بعدها فترة الطعون المحددة بثلاثة أيام (الثلاثاء – الخميس).
وفي اليوم الأول، تلقت المفوضية 36 طعناً فقط، ليرتفع العدد إلى 80 طعناً يوم الأربعاء.
لكن يوم الخميس شهد انفجاراً في أعداد الطعون:
-
400 طعن قُدمت حتى ظهر الخميس
-
872 طعناً عند إغلاق المدة القانونية مساء اليوم ذاته
-
أي أن نصف الطعون قُدم خلال آخر 12 ساعة فقط
وبذلك يكون نحو 11% من نتائج المرشحين قد طُعن بها، من أصل أكثر من 7700 مرشح. وإذا ما ترجمت هذه النسبة إلى مقاعد، فإن الطعون قد تطال نحو 36 مقعداً برلمانياً.
هل يمكن أن تغيّر الطعون خريطة المقاعد؟
يرى مختصون أن حجم الطعون غير اعتيادي، وإذا ما كانت مدعومة بالأدلة، فقد تفتح الباب أمام تغييرات قد تصل إلى عشرات المقاعد، إلا أن القرارات النهائية ستكون رهينة:
-
قوة الأدلة
-
نوع الخلل أو الشبهة
-
تقدير الهيئة القضائية للانتخابات
ومع أن القاعدة المتعارف عليها انتخابياً تقول إن “الخاسر نادراً ما يستعيد مقعده حتى لو امتلك أدلة قوية”، لأن إعادة المقعد من الفائز تُعد “الأصعب سياسياً”، إلا أن حجم الطعون الحالي قد يفرض سيناريوهات مختلفة.
إشكالية الكوتا: هندسة أصوات أم ممارسة طبيعية؟
من أبرز القضايا التي قد تواجه المفوضية والهيئة القضائية هذا العام هي ملف توجيه الأصوات نحو مرشحي الكوتا في محافظات أخرى.
ويُتداول مثال بارز يشير إلى أن:
-
أربيل قد تكون وجهت أكثر من 10 آلاف صوت من أصوات البيشمركة (التصويت الخاص)
-
لصالح مرشح كوتا من الكرد الفيليين في محافظة واسط
-
وأن أغلب أصواته جاءت من خارج محافظته الأصلية
هذه الحالة — إن صحت — ستضع المفوضية أمام سؤال حساس:
هل يعتبر هذا تدخلاً منظماً وهندسة للأصوات، أم خياراً انتخابياً مسموحاً؟
أي قرار بهذا الشأن قد يأخذ طابعاً سياسياً وقد يثير جدلاً واسعاً.
صفر صوت و20 صوتاً… أرقام تثير الشكوك
إضافة إلى ذلك، ظهرت حالات مثيرة للجدل لمرشحين حصلوا على:
-
0 صوت
-
أو 20 – 30 صوتاً فقط
رغم امتلاكهم أدلة – بقولهم – تفيد بأنهم حصلوا على مئات الأصوات، بل إن بعضهم اكتشف أن مجموع أصواته المعلنة يساوي أصوات مركز اقتراع واحد فقط، ما يعزز الشكوك حول وجود أخطاء أو خلل فني في العد الإلكتروني أو تناقل النتائج.
هل نحن أمام أزمة سياسية؟
حتى اللحظة، لا يمكن التنبؤ بما إذا كانت نتائج الطعون ستسير بالنمط السلس نفسه الذي رافق يوم الانتخابات، أم أن البلاد مقبلة على:
-
صدمات سياسية
-
أو فضائح انتخابية
-
أو قرارات قد تعيد ترتيب بعض الدوائر
فحجم الطعون، وحساسيتها، وتقاطعاتها مع ملفات الكوتا والنتائج المتدنية غير المبررة، كلها عوامل تمهد لاحتمال بروز أزمة سياسية جديدة بعد هدوء يوم الاقتراع
رصد نيوز الدولية رصد نيوز