الانتفاضة الشعبانية 1991 ملحمة عراقية في وجه القمع ومسار نحو الحرية
رصد نيوز/ العراق
في ربيع عام 1991، انطلقت في العراق واحدة من أبرز الحركات الشعبية المناهضة لنظام البعث، والمعروفة بـ”الانتفاضة الشعبانية”. هذه الانتفاضة لم تكن مجرد أحداث عابرة، بل كانت لحظة فاصلة في تاريخ العراق الحديث، جسدت إرادة شعب عاش سنوات طويلة تحت وطأة القمع والاستبداد.
انطلقت شرارة الانتفاضة من جنوب العراق، وبالتحديد محافظة البصرة، وسرعان ما امتدت إلى أكثر من 14 محافظة، لتشمل محافظات الجنوب والوسط والشمال،الشعب العراقي خرج متحداً،مطالباً بالحرية والكرامة، متحدياً آلة النظام العسكرية التي لم ترحم أحداً
واستهدف النظام السابق المنتفضين بكل أشكال القمع الوحشي، مستخدماً الدبابات والطيران والرصاص الحي، تاركاً خلفه آلاف الشهداء والجرحى، ومدمرة العديد من المدن والأحياء. ورغم هذه المأساة، بقيت الانتفاضة محفورة في الذاكرة الوطنية، شاهدة على شجاعة العراقيين وإصرارهم على كرامتهم.
الانتفاضة الشعبانية لم تكن مجرد حركة احتجاجية، بل كانت درساً سياسياً وعلمياً في قدرة الشعب على مواجهة الظلم، كما أسهمت هذه الانتفاضة في زرع الوعي الوطني الذي أصبح لاحقاً أحد العوامل المؤثرة في سقوط النظام عام 2003.
وعلى المستوى الإنساني، لا يمكن نسيان عوائل الشهداء والمفقودين، الذين حملوا جراحاً لا تلتئم بسهولة، وذكريات مؤلمة لكل من عاش تلك الفترة حفظ هذه الذاكرة مسؤولية وطنية، ودرس للأجيال الحالية حول قيمة الحرية وأهمية التضحية في سبيلها
اليوم بعد أكثر من ثلاثة عقود تبقى الانتفاضة الشعبانية رمزاً للشجاعة والمقاومة، ودليلًا على أن إرادة الشعب أقوى من كل أشكال القمع، وأن طريق الحرية يبدأ من رفض الاستسلام مهما كانت التحديات.