
واحدة من اهم المعايير الاقتصادية التي دائما ما تراعي الدول تحديد بياناتها لما لها من دور مهم في رسم السياسة الاقتصادية للبلد هو نسب التضخم الشهرية والسنوية والذي يلعب دورا مهما في مجمل الحياة اليومية للمواطن ولمختلف القطاعات الاقتصادية.
ويقول العبيدي، ان الدول حقيقة تسعى الى خفض نسب التضخم حسب سياساتها الاقتصادية بعض الدول تحاول استهداف نسبة تضخم ثابتة لا تزيد عنها او تنقص عنها وبعض الدول تبحث عن نسب تضخم عالية وخصوصا البلدان المنتجة وتختلف حسب السياسة الاقتصادية لكل بلد، اما في العراق فلا يوجد استهداف واضح لنسب التضخم سوى بعبارة واحدة ذكرت في الخطة التنموية الاستراتيجية وتحدثت عن ابقاء مستوى التضخم تحت مستوى الـ10%
ويضيف، لم يكن الانخفاض نتيجة ارتفاع كبير في الاسعار بل يعود هذا الانخفاض الى عوامل ثلاث اساسية هي من ساهمت بوصول نسب التضخم الى هذه المعدلات التي تعتبر من اقل مستويات التضخم على مستوى العالم وعلى مستوى منطقة الشرق الأوسط:
*تغيير في اوزان السلع
ان عملية تحديد التضخم تعتمد على تحديد وزن يمثل الاهمية النسبية لكل سلعة بمعنى ان اهمية الخبز للمواطن ليس كأهمية الملابس مثلا، فلذلك تتفاوت الاوزان بحسب اهمية السلعة
هذا التغيير لعب دورا مهما في خفض نسبة التضخم لكون بعض السلع التي تم زيادة اوزانها لم ترتفع كثيرا مقارنة بمن قلت اوزانها.
*تغيير سنة القياس
كانت سنة القياس التي يتم وضع سعر قياسي لكل سلعة او منتج هي سنة 2012. تم تغيير سنة القياس الى سنة 2022 واصبحت الزيادة او النقصان في اسعار السلع والخدمات تعتمد على الاسعار القياسية في 2022 وليس 2012 وهذا التغيير يؤثر بشكل كبير على نسب التضخم بشكل يقلل من نسب التضخم.
*انخفاض الأسعار
انخفاض اسعار بعض المواد الغذائية مثل الخبز والالبان والفواكه والمشروبات والتي اصبحت تمثل بحدود 31% من مجمل حساب التضخم وبالتالي انخفاضها او ارتفاعها لعب دورا اساسيا في تحديد مستويات التضخم، لذلك فأن التضخم العام انخفض ليبلغ 1.6% بينما التضخم الاساس (core inflation) بلغ 2.7%.
وبحسب العبيدي فان هذه التغييرات تثير مجموعة اسئلة منها: لماذا تم بالتحديد اجراء تغييرات كبيرة سواء على مستوى الاوزان او على مستوى سنة الاساس في 2024 وفي فترة حرجة حيث هنالك تغييرات جذرية في السياسة النقدية والسياسة المالية؟، ولماذا تم اعتماد سنة 2022 كسنة قياس وهل فعلا تصلح لان تكون سنة قياس وخصوصا انها سنة تأتي بعد ازمة كورونا وشهد العالم فيها تضخما عالميا لمختلف السلع ولم تكن سنة استقرار عالمي؟
 رصد نيوز الدولية رصد نيوز
رصد نيوز الدولية رصد نيوز
				 
						
					 
						
					 
						
					