أخبار عاجلة

باقتصاد وطني يعاني الشلل …الحكومة تقود سفينة التنمية وسط ألغام الاحتلال ومافيات الفساد

على سكة متعثرة، تسير حكومة السوداني حاملة بيدها ملفات لتصحيح مسار الاقتصاد الذي بقي يترنح بعيدا عن الحلول لعقود مضت، لكن الرجل الذي كثيرا ما يصدح بتصريحات واعدة لانتشال الجسد المريض، تصطدم مساعيه، بجدار الكسل الذي يُرحِّل الازمات ويبقيها معلقة على أبواب الترقب.
ويقول مصدر مقرب من القرار، إن رحلة السوداني الأخيرة الى واشنطن لم تحصد على أرض الواقع تطورات تؤشر نضوجَ ملف الصناعة والتجارة التي تراوح مكانها رغم الحاجة الملحة الى التحول السريع والالتحاق بركب الدول التي نفضت غبار التراجع وذهبت باتجاه التكامل الاقتصادي.
ويضيف المصدر إن “أمريكا لن تقبل بتحرر العراق بعيدا عن ثوبها الذي تحاول ان تُلبِسه لأغلب الملفات الحساسة والمهمة في الداخل، وفي مقدمتها التسليح والنفط والكهرباء، لافتا الى ان حركة عجلة الاقتصاد لن تخدم الاحتلال الذي يريد بقاء الفوضى والدمار في بلد دفع أثمان وجود القوات الامريكية أكثر من عشرين عاما.
وفي السياق، أكد رئيس الحكومة محمد شياع السوداني خلال لقائه رئيس منظمة التعاون لتطوير بيئة العمل في العراق، أن حكومته تعمل على رسم تصورات مستقبلية بشأن القطاعات الاقتصادية الجديدة، كالاقتصاد الأخضر والاقتصاد الرقمي واقتصاد المعرفة والاقتصاد الأزرق، أي المسطحات المائية والأنهار وغيرها.
وقريبا من تلك التصريحات التي يقول عنها خبراء انها تعيد انتاج ما يقوله الرجل منذ توليه المسؤولية، يرى مختصون ان ما يجري من محاولات لإنعاش الاقتصاد لا يمكن وضعه في محطة التحول الذي يتم الترويج له حاليا، لافتين الى ان حركة السوق تعكس غير ما يتم تسويقه إعلاميا، سيما أن ملف الدولار لا يزال يشكل قلقا يرمي بحمم نيرانه على السوق، فضلا عن انتاج محلي محطم.
وفي الوقت الذي تسيطر فيه مافيات الأحزاب على مخرجات التجارة واستمرار الفوضى التي تضرب السوق، لا يزال الشارع يعول على حركة نشطة قد يلجأ اليها رئيس الحكومة في سبيل ترك أثر ملموس على واقع قطاعات مهمة قد تنقذ خزينة الدولة من الانهيار اذا ما اصطدمت بجدار أسعار النفط عالميا.
ويدفع الخبير في الشأن الاقتصادي قاسم بلشان التميمي نحو ضرورة اعتماد الحكومة شخصيات كفوءة للاستشارة في هذا الملف الحيوي، مشيرا الى ان البلاد تمتلك العديد من العلماء الذين بإمكانهم اخراج البلاد من مأزق التراجع.
ويبين التميمي ان “الحديث عن جذب رؤوس الأموال والمستثمرين للعمل في البلاد، هو مجرد حديث عابر لا يتحقق الا بوجود تخطيط حقيقي يعبر بالعراق من مرحلة الخطر المالي الى فضاء العمل الجاد، لافتا الى أهمية وضع لمسات واقعية لتحقيق التنمية المستدامة”.
ويحث ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، رئيس الحكومة نحو التوجه لتنشيط القطاع الزراعي ودفعه نحو الاستثمار لتحقيق أكثر من جانب يرفع قدرة العمل وينهي البطالة وينعش النشاط المحلي بنسب مقبولة، فضلا عن مدِّ يدِ الشراكة الى القطاع الخاص الذي سيسهم بفتح آفاق عملية في طريق التنمية الاقتصادية.
وخلال الفترة الأخيرة، تمكنت الحكومة من رفع ثقل، أزاحت من خلاله أورام البطالة بحزمة تعيينات شملت بغداد واغلب المحافظات وكانت ترافقها حملة موازية لشمول آلاف العائلات برواتب الحماية الاجتماعية، لكنها بنفس الوقت قد تشكل كارثة وحملا ثقيلا على الخزينة إذا ما استمرت الحال دون حلول جذرية.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار

تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار هيئة التحرير:رصد نيوز/ كربلاء …