سماء العراق تحت قيود الاحتلال الهيمنة الأمريكية تبعد سلاح الجو عن خيارات التسليح

منذ الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 وليومنا الحالي، تتعامل الولايات المتحدة مع البلد وكأنها وصية عليه، سواءً من الناحية الاقتصادية أو السياسية أو الأمنية، خاصة فيما يتعلق بتعاقدات السلاح وتنويع مصادره عن طريق المعسكر الروسي أو الفرنسي، إلا ان واشنطن دائما ما تقف بوجه هذه الصفقات وتعرقل حصولها، للانفراد بالأجواء العراقية التي تهيمن عليها بشكل تام وتستبيح سيادة العراق بين فترة وأخرى من خلال استهداف مقار رسمية للقوات الأمنية.
وأجرت الحكومات العراقية المتعاقبة، تحركات نحو شراء منظومات الدفاع الجوي الروسية (أس 400) لغرض منع الخروقات، سواءً التركية أو الأمريكية على سيادة العراق، إلا ان جميع تلك الصفقات باءت بالفشل بسبب الفيتو الأمريكي، ورغم امتلاك بغداد بعض المعدات العسكرية الأمريكية ومنها طائرات (أف 16)، إلا انها تفتقر الى معدات الصيانة، فضلا عن ان الحكومة العراقية لا يمكنها استخدام هذه الطائرات من دون موافقات أمريكية، كما ان تحليقها يكون على مستويات محددة وضعتها واشنطن، وهذا يندرج ضمن الهيمنة الأمريكية على سماء بغداد، وفقاً لما يرى مصدر عسكري سابق.
ويقول المصدر إن “العراق تحرك لشراء منظومات دفاع جوي ورادارات روسية، إلا ان تلك الصفقات لم تتم، ولهذا توجهت الحكومة نحو عقد صفقات مع فرنسا وأمريكا لاستيراد بعض الرادارات التي تم نصبها في كل من الديوانية وكركوك والانبار وذي قار وباقي المحافظات على شكل شبكة مترابطة لتأمين الأجواء العراقية”.
وأشار المصدر الى “وجود توجه للتعاقد على شراء منظومات دفاع جوي أيضاً لصد الأهداف المعادية والتي تخترق سماء البلد”.
وأضاف: ان “واشنطن تتدخل بشكل مباشر في عمل هذه الرادارات، وترفض تشخيص الأهداف المعادية للعراق والجهة التي دخلت منها لأجواء البلد”.
وحول هذا الأمر، يقول الخبير الأمني هيثم الخزعلي إن “العراق لديه أعداء محتملون وهم كل من الاحتلال الصهيوني وأيضا تركيا، ولهذا على القوات المسلحة ان تتجهز وفقاً لما يتلاءم مع إمكانية العدو”.
وأضاف الخزعلي: ان “الطيران الصهيوني والتركي يمكن ان يؤثر على أرض العراق ولهذا يجب ان يكون لدينا غطاء جوي يمكنه صد الهجمات الصاروخية والمسيّرة بالنسبة للكيان الصهيوني على أرض البلد”.
وتابع: انه “على القيادة العراقية استيراد منظومة الدفاع الروسي التي لديها قدرات كبيرة جدا لمعالجة جميع أنواع الطيران المسير وكذلك منظومة ليزرية، وهذا لم تعطه أمريكا للعراق اطلاقاً، خشية من تطور قدرات قواتنا المسلحة”.
هذا وبحث رئيس الوزراء خلال زيارته الى الولايات المتحدة الأمريكية، التعاقد على طائرات عامودية من نوع (بيل)، وأيضاً هناك رغبة في التعاقد على منظومة (اندروترون) منظومة المُسيّرات.
يذكر ان واشنطن تعاقدت مع العراق في مختلف المجالات، سواءً فيما يخص السلاح والطاقة والنفط، إضافة الى ملفات اقتصادية أخرى، إلا انها لم تحقق أي تقدم على مستوى البنى التحتية.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …