يستذكر العراقيون غدا الثلاثاء 9-4 الاحتلال الأميركي، وما عاشوه من احداث صعبة ودموية، اعقبه صراع استمر لسنوات عدة أسست له الولايات المتحدة الامريكية، لغرض تحقيق أهدافها خاصة فيما يتعلق بالسيطرة على ثروات البلاد، بعد ان احكم قبضته على مفاصل البلاد كافة ليحوله تباعاً، إلى شلال دماء وجعله تحت رحمة المفخخات والتنظيمات الإرهابية التي فتكت بالشعب العراقي وراح ضحيته المئات من الشهداء في سيناريو اعد صياغته مسبقاً داخل الغرف الامريكية.
خلال سنوات استطاعت واشنطن زرع الفتن والمؤامرات بين أبناء الوطن مستخدمة أذرعها في المنطقة لا سيما دول الخليج التي كان لها دور كبير في تأجيج الطائفية في العراق ومدت جماعات متطرفة بالسلاح والمال لتبدأ بعدها المعارك الطائفية، التي ما زال العراق يعاني من اثارها الى اليوم.
ولم تتوقف أمريكا عند هذا الحد فقد أسست لعملية سياسية رخوة وسيطرت على اقتصاد البلاد لتجعل العراق يعيش خلال السنوات السابقة حالة من الضياع السياسي، وكانت تقف بالضد من أي مشروع يسعى لإصلاح الأوضاع وإعادة الأمور الى نصابها، كما عمدت على نشر الظواهر السلبية في البلاد وسمحت برواج تجارة المخدرات وغيرها من العادات الدخيلة على المجتمع العراقي.
ويرى مراقبون انه ومنذ الأيام الأولى للاحتلال الأمريكي للعراق كشفت النوايا الخبيثة لواشنطن من خلال مشروعها في البلاد، وفضح زيف ادعائها أنها أتت لتحرير الشعب العراقي من النظام الديكتاتوري الذي جثم على صدور العراقيين أكثر من 30 عاماً، اذ جعلت العراق أنموذجا للمشروع الأمريكي في منطقة الشرق الأوسط والوطن العربي والذي كان عبارة عن قتل وتجويع واغتيال وسفك الدماء والعديد من الأزمات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، التي أثقلت كاهل المواطن العراقي وساهمت في زيادة معاناته.
ويؤكد المحلل السياسي هيثم الخزعلي أن “الاحتلال الأمريكي كابوس أظلم من حكم البعث المجرم الذي كان يحكم بالوكالة عن هذا الاحتلال”.
وقال الخزعلي إنه “بعد دخول قوات الاحتلال بدأت تنشر الفرقة بين أبناء الشعب العراقي، وأعلن استراتيجيتها التي افصحت عنها عبر “عش الدبابير” والتي تضمنت جمع ارهابيي القاعدة في العراق، ثم استخدامهم لمواجهة المقاومة الإسلامية عبر استهداف حواضنها بالمفخخات وقتل آلاف النساء والأطفال”.
وأضاف ان “الاحتلال سعى لإثارة الفتنة الطائفية والفوضى في البلاد، لتحقيق اهداف وغايات كثيرة أبرزها الاستيلاء على ثروات البلاد، والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط ومحاربة محور المقاومة الإسلامية”.
وأشار الخزعلي الى ان “الاحتلال تم اخراجه من العراق تحت وطأة ضربات المقاومة الإسلامية، التي اجبرته على الرضوخ لطلب العراقيين وتم ذلك خلال 2011 عندما أعلنت واشنطن الانسحاب الكامل من الأراضي العراقية”.
وبين ان “واشنطن سعت للرجوع الى العراق عبر بوابة تنظيم داعش الاجرامي من اجل اسقاط التجربة العراقية، منوهاً الى انه الى الآن يمتلك قواعد في مناطق عراقية وسيرحل عنها بالمفاوضات او بالقوة”.
وتشير الاحداث في العراق منذ عام 2003 لغاية يومنا هذا الى ان واشنطن عجزت عن تحقيق أهدافها ومشروعها في العراق بسبب الرفض الشعبي للاحتلال واستمرار المقاومة الوطنية المناهضة للوجود الاجنبي.
وخلف الاحتلال الأمريكي تركة كبيرة على المجتمع العراقي من خلال القيام بممارسات لا إنسانية، جعلت العراق في مصاف الدول الأكثر فسادا ومن أوائل الدول تخلفا وعدم الاستقرار، وهذا ما أثر بشكل مباشر على المجتمع العراقي وحقوق الإنسان فيه، كما برزت مشاكل اجتماعية كثيرة مثل ارتفاع معدلات البطالة بسبب السياسات الاقتصادية التي فرضتها واشنطن وارتفاع معدلات الطلاق والاصابة بالأمراض السرطانية وغيرها من المشاكل التي ما زال يعاني منها الشعب.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …