أخبار عاجلة

“الهارثة” تعيد النظر بمواقع المدارس.. التلاميذ “كبش فداء” للحوادث المرورية المميتة

يونس جلوب العراف…
لم يكن ابو سجاد يتصور ان يكون مصير طفله بهذا المنظر البشع الذي شاهده امام مدرسته نتيجة السياقة السريعة للسيارة التي دهست مجموعة من التلاميذ الذين تحولوا الى “كبش فداء” لعدم الاختيار الصحيح لأماكن بناء المدارس كون مدرستهم تقع قرب شارع تمر به السيارات بكثرة دون وجود ما يحمي الاطفال من الحوادث في هذه المنطقة.
ان من الضروري ان يكون موقع المدرسة على شوارع خاصة أو ثانوية بحيث ان لا تزيد المسافة التي يقطعها الطفل عن نصف كيلومتر و أن تكون المدرسة بعيدًا عن مصادر الضوضاء والمصانع والمقاهي التي تؤثر على الأطفال وان لا تقل المسافة لبعد المدرسة عن المباني المجاورة عن 3 أمتار لعدم وصول الضوضاء اليها ولا يقل ارتفاع السور عن 2 متر ، هذا ما يؤكده المهندس خالد برهان الذي اضاف : ان” المدارس الموجودة في الوقت الحالي قد بنيت منذ زمن بعيد يتجاوز الربع قرن عندما كان عدد السيارات قليلا والشوارع كافية ولكن الان قد تغير كل شيء واصبح لزاما على الجميع التفكير بحماية التلاميذ من خلال تسيير سيارات النجدة قرب المدارس” .
الرأي الذي ابداه المهندس خالد يؤيده الكثير من المواطنين لكونه يستند الى العلمية ومن هؤلاء المواطن علاء راشد الذي قال: ان” مشاريع وزارة التربية انطلقت في عام 2008 من اجل سد حاجة البلاد من الابنية المدرسية وقد نفذت المشاريع بأسلوب الدعوات المباشرة على ثلاث مراحل هي الهياكل الحديدية، وانقاذ الاهوار، والبناء الجاهز وهذه الحملة قد تم فيها بناء العديد من المدارس لكن كانت الاكبر حجما من حيث العدد والاموال المخصصة، وهو ما عرف بـ”المشروع رقم واحد ” الا انها نفذت بالطرق التقليدية السابقة ولم يؤخذ بنظر الاعتبار حوداث السيارات وهو ما يستدعي مراجعة بناء طريقة هذه المدارس واجراء عدد من الاحتياطات لحماية الاطفال من جميع الحوادث داخل المدرسة وخارجها”.
السؤال الذي لابد من طرحه هو لماذا تتخذ الاجراءات بعد حصول الحوادث وليس قبلها على طريقة الوقاية خير من العلاج التي هي الطريقة الامثل لحماية الجميع سواء الطلبة والتلاميذ او الناس الاخرين ، هذا السؤال جرى على لسان المواطن سامي خلف وهو يشاهد عددا من المناطق تقوم باتخاذ اجراءات لحماية التلاميذ من الحوادث عبر تكليف عدد من شرطة المرور بمساعدة الاطفال بالعبور من مناطق العبور الخاصة بمدارسهم ومرافقة بعضهم للتلاميذ الصغار غير القادرين على السير وحدهم وهي مشاهد لم تكن موجودة ولكن حادثة المدرسة في البصرة قد اسهمت في ايجاد هذه الحالة التي يجب تشجيعها والدعوة الى تعميمها في كل المناطق على اعتبارها حالة صحية وتسهم بحماية الاطفال من الحوادث”.
المدرسون لديهم رأيهم في الموضوع حيث يقول المدرس خليل علي ان” وزارة التربية اصبح عليها واجبا جديدا وهو اخبار الجهات التي تقوم ببناء المدارس بضرورة انشاء ممرات خاصة للتلاميذ توصلهم الى منازلهم دون النزول الى الشوارع الرئيسية حتى تتوفر لهم الحماية الكافية من حوادث الطرق ،لافتا الى ضرورة نشر شرطة النجدة في اوقات الدوام الرسمي للمدارس من اجل تنظيم عملية خروجهم ودخولهم بعيدا عن كل ما يمس سلامتهم كونهم لايستطيعون حماية انفسهم لصغر سنهم فضلا عدم وجود حماية كافية لهم من الحوادث المرورية فالكثير منهم يعبرون من مناطق خطرة كالطرق السريعة “.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار

تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار هيئة التحرير:رصد نيوز/ كربلاء …