يونس جلوب العراف
أحمد خالد، مواطن من الانبار يتكلم بحرقة عن ما يحدث من محاولات لعصابات تهريب وترويج المخدرات في المحافظة، لاسيما في المدة الاخيرة والتي كان ضحيتها واحداً من عائلته، حيث قضى شقيقه مصطفى أشهراً عدّة، مُحتجزاً تحت حراسة مُشدّدة في مركز علاجي ببغداد، لمساعدته على الإقلاع عن الإدمان، بعد ضبطه مُتعاطياً وهو ما أحزنه كثيراً في وقتها، لكنه الآن يشعر بالارتياح، لتسارع شفاء شقيقه من هذه الآفة المميتة، حيث حالف الحظ هذا المراهق ذا الخمسة عشر ربيعاً، بأن يكون من بين من أفلتوا من الكبتاجون.
قبل مدة، حدّد تقرير أمني لوحدة مكافحة المخدرات في الأنبار، أربعة معابر لدخول المواد المُخدّرة الى العراق، عبر الحدود الصحراوية، لتنتشر بعد ذلك بين مراهقي المحافظة، وتتسلل إلى مُدن العراق الأخرى التي تنخرط بهذه التجارة، ذلك ما قاله المواطن محمد سطاي الذي أضاف: ان “الإدمان هو طريق تهلكة وموت تدريجي يقتل صاحبه ويقتل مَن يسير إلى جانب المدمن والمصيبة هو تأثر المحافظة بهذه الظاهرة بشكل مباشر، كون موقع محافظة الأنبار المحوري يلعب دورا كبيرا، كعقدة توزيع رئيسة للمخدرات القادمة من الأردن والسعودية”.
ويؤيد ما قاله محمد المواطن، اركان هشام الذي أكد، ان الانبار اسهمت بتحوّل العراق إلى سوق واسعة رئيسة لمتاجرة واستهلاك مختلف أنواع المخدرات و”المُكيّفات” والمؤثرات العقلية عقب عام ٢٠٠٣، في ظلّ تعثّر قوات الأمن في ضبط ممرات التهريب عبر الأنبار ومحافظات أخرى، تُسيطر عليها مافيات عابرة للحدود، مضيفا: ان “المحافظة الشاسعة تحوّلت الى مسرحٍ مفتوحٍ لتهريب وتمرير المواد المُخدّرة مع سيطرة عصابات (داعش) الاجرامية على المحافظة، وتفاقمت حتّى بعد تحرير المنطقة”.
الطريف في الموضوع بحسب المواطن كنعان خميس، هو ان مخدر “الكبتاجون” أو مخدر الحروب، اشتهر بذلك الاسم، بعدما استخدمه الجيش الأمريكي لتمكين الجنود من البقاء مستيقظين وقت الحروب، وتم تصنيعه لأول مرة في ألمانيا عام 1961 وان مفارز وحدة مكافحة المخدرات في الأنبار تلقي القبض بين مدة واخرى على عدد من تجار المخدرات ومروجيها ومتعاطيها ولاسيما حبة الكبتاجون ومؤثرات عقلية لا تقل خطورة عن حبة الكبتاجون الصفراء، ومثلما هو معروف ان عمليات ادخال هذه السموم تقوم بها شبكات دولية، لتهريب المخدرات مدعومة من دول الخليج، وتدخل عن طريق الحدود مع السعودية التي تعد من الدول التي تنتشر فيها عصابات المخدرات بشكل كبير، ولاسيما الكبتاجون التي هي في الاساس علاج طبي لكنه يستخدم في السعودية كمخدرات.
ويعزو مختصون تفاقم انتشار المخدرات إلى غياب الحلول التي تعالج الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية وقلة الوعي، وكذلك إلى عدم وجود تقنيات حديثة، للكشف عن المخدرات في المناطق الحدودية، وتورط جهات سياسية، وغياب مراكز التأهيل في العراق.
وكانت مفوضية حقوق الإنسان العراقية قد دعت الدولة الى ايجاد حلول سريعة لمشكلة المخدرات، وتوفير مراكز التأهيل والعلاج للمتعاطين، مع وضع برنامج حقيقي لمعالجة الأسباب الاقتصادية والاجتماعية وزيادة الوعي في المدارس والجامعات والمنصات الدينية والثقافية والفنية حتى تكون هناك حلول لهذه المعضلة.
وحثت في تصريحات سابقة على “تشديد العقوبة على المتاجرين بالمخدرات، وتطوير الإمكانات للكشف المبكر، وعدم السماح لهم بالإفلات من العقاب، مع السعي لتعاون دولي في الملف، والسعي لكشف الشبكات الداخلية والجهات السياسية المستفيدة أو المتعاونة في الترويج للمخدرات”.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …