رصد نيوز الدولية رصد نيوز
مقالات مشابهة
يونس جلوب العراف
في طفولتي، كنت معجباً بمنظر الحافلات الحمراء التي تمرُّ أمامي، فأتمنى الركوب فيها للذهاب الى أماكن بعيدة كما الحلم، وعندما كبرت قليلا، كانت متعتي هي الجلوس في الطابق العلوي من الحافلة، ذلك ما قاله المواطن سالم محمد وهو يشاهد افتتاح الخط الرابع للنقل الجماعي في بغداد، انطلاقاً من بسماية مروراً بمناطق عدة، وانتهاءً بمحطة باب المعظم في مشهد اعاده الى أيام الطفولة، متمنياً في الوقت نفسه حل أزمة الزحام عبر وسائل مختلفة ومنها استخدام حافلات النقل العام، إذ أن هذا المسار يخدم المناطق كافة التي يمر بها الطلبة وذوو الدخل المحدود أيضا .
على وزارة النقل، تقديم الخدمات لجميع المجمعات السكنية وفي مقدمتها مُجمع بسماية ومن ثم التوجه إلى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، مثل مدينتي الصدر والشعلة للمساهمة في تقليل نسبة استخدام النقل الخاص والتوجه الى النقل العام الذي يمتاز برخص الأسعار وسرعة الوصول في حال تم تسليم الحافلات الى سائقين من منتسبي الشركة العامة لنقل المسافرين، ذلك ما قاله المواطن رامي باسم الذي أضاف: ان “من الضروري التوجه لبعض المحافظات التي تعاني الزخم المروري والزحامات في الخطوات الأخرى وهو حل يجب العمل على تفعيله من قبل الجميع”.
على ذات الطريقة التي تحدث بها رامي، قال المهندس صالح خلف: ان “بغداد تعاني منذ سنوات، زحاما مروريا شبه متواصل نتيجة النمو السكاني المتسارع. ففي الوقت الذي شهد فيه المواطنون العراقيون، تحسناً على مستوى المعيشة، لاسيما في بغداد وغيرها من المدن الكبيرة، تسببت الزيادة الكبيرة في أعداد السيارات الخاصة في تكدس كثير من المركبات في الشوارع، وأرى ان التوجه الى النقل العام هو حل مناسب طرحته الحكومة ولابد من مساندتها في ذلك، مضيفا: “ان هذا الحل قد بدأت أولى خطوات سيره بعد أن عجزت البنية التحتية في بغداد عن مواكبة تلك الزيادة، إذ واجهت السلطات تحديات عدة على صعيد مدّ الطرق وصيانتها طوال عقدين”.
المتفائلون بقدرة النقل العام على المساهمة في حل ازمة الزحامات في العاصمة بغداد والمحافظات موجودون بكثرة، ومنهم المواطن صلاح مهدي الذي قال: تفاقمت مشكلة الزحام خلال السنوات الاخيرة بسبب زيادة عدد السيارات التي أصبحت تتكدس في صفوف طويلة على طرق من المفترض أنها سريعة، وهو ما يؤدي إلى إهدار الوقت والموارد وتعطيل شبكات النقل وهذا الوضع يؤثر على جودة حياة المواطنين، ويمثل تهديداً لسكان المدينة على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والنفسي والجسدي، لذا لابد من وجود حلول سريعة وواقعية تنفذ المواطن من كآبة التواجد في مربع القلق الذي وضعه فيه الزحام المستمر منذ سنوات، وأرى ان النقل العام، وجد الآلية المناسبة للعمل على الشوارع وتسهيل مروره في العاصمة والمدن الأخرى، سنرى ان البلاد ستخرج من أزمة الزحام .
الجميع يرون ان خطوة تسيير خطوط النقل العام فيها فائدة وتعد جزءاً من حل منتظر منذ سنوات، ولكن في المقابل يجب ان تكون الحافلات من النوع الفاخر الذي يجذب الراكب الى هذا الحل كما على الحكومة السعي الى تقليل استيراد السيارات الخاصة أو ايقافه نهائيا أو لمدة معينة حتى نرى البلاد ترتدي ثياب الحل الناجز لأزمة الزحامات في البلاد وتوديعها الى غير رجعة إن شاء الله.
