يؤشر ملف الربط الكهربائي مع الأردن أكثر من علامة استفهام على دولة لا تستطيع حل أزماتها الداخلية حتى ترفد العراق البلد الغني بحفنة من الكهرباء التي تعد من مشاكل العراقيين التي أصبحت ترافق حياتهم منذ عقود دون حلول واقعية تردم تلك الكارثة التي استنزفت مليارات الدولارات بغطاء الفاسدين والمتنفذين.
وبجردة حساب بسيطة، أن الربط الكهربائي الذي أعلن عن بدء اعماله قبل نحو عامين، يقول عنه مختصون إنه لا يسد سوى ساعات معدودات لمدينة صغيرة في البلاد، لافتين الى ان الامر لا يتناسب مع حجم الخسائر التي تحمَّلها العراق في سبيل انجاز هذا الربط مع دولة تعاني هي أصلا مشاكل اقتصادية وغير قادرة على تلبية حاجة بلد مثل العراق.
وتقول مصادر سياسية مطلعة، إن قضية الربط مع الأردن لا علاقة لها بملف تزويد الكهرباء بقدر كونها ممرا لمنح المال الذي يجب ان يصل الى عمَّان كحصة مقررة من العراق سنويا.
وتشير المصادر، الى أن “أمريكا تعتبر الأردن إحدى البوابات التي تحمي حدود اسرائيل في الشرق الأوسط، وهي تمنحها مقابل ذلك امتيازات تفرضها على العراق ودول أخرى، وما يجري هو مجرد اتفاقيات شكلية يتم فيها تعزيز الأردن بالمال عبر الكهرباء والنفط والتجارة بتدخلات أمريكية وضغوط غربية”.
وفي وقت سابق أعلن عن تشغيل الخط بطاقة 50 ميغاواط كمرحلة اولية، فيما ستبلغ طاقته الكلية مستقبلا 500 ميغا واط عند اكتمال مراحل الربط بشكل كامل لتغطية مناطق واسعة من محافظة الانبار بالتيار الكهربائي، وهي مراحل تشغيلية لا تغطي حاجة العراقيين وليس فيها الحل الأمثل لمعاناة طالت لعقدين.
ويشير الخبير الاقتصادي د.ضياء المحسن الى ان الربط مع الأردن لا يحمل أي جدوى اقتصادية وهو ينطلق من جنبة اقتصادية تشترط دعم “الأردن ومصر”.
ويبين المحسن ، أن “الخمسمئة ميغا واط التي يتحدث عنها الأردنيون ستأتي بعد ثلاث سنوات، والفجوة بين العرض والطلب بملف الكهرباء تصل الى عشرة آلاف ميغا واط، متسائلا: “ماذا سيحقق هذا الربط في ظل تلك الفجوة؟”.
ويضيف المحسن، ان “قيمة ما أنفق على الربط مع الأردن تصل الى نحو مليارين وسبعمئة مليون دولار، وهو ما يكفي لإنشاء محطات توليد طاقة شمسية يصل انتاجها الى ثلاثة آلاف ميغا واط”.
وشهدت البلاد هدرَ مليارات الدولارات على ملف الكهرباء، مع استمرار الازمة تراوح مكانها رغم عقود كانت قد وقعت مع كبريات الشركات العالمية “سيمنز وجنرال الكتريك”، التي قيل انها ستنهي مسار الازمة وتعيد العراق إلى طاقة إنتاجية هائلة.
وينصح خبراء في مجال الطاقة رئيس الحكومة بأهمية التحول نحو الطاقة النظيفة لتقليل الاضرار الناجمة عن ارتفاع أحمال الكهرباء سنويا خصوصا في فصل الصيف الذي تلتهب فيه أوضاع العراقيين.
ويؤكد خبراء الطاقة،أن المحافظات تمتلك مساحات واسعة بالإمكان استثمارها في انتاج الطاقة الشمسية التي ستقلل من الازمة، سيما أنها إحدى أبرز المعالجات التي ستقود اغلب مؤسسات الدولة نحو التحول التدريجي وتحقيق الاكتفاء بعيدا عن الطاقة الوطنية التي انهكتها الاحمال والتجاوزات.
وخلال الأعوام الأخيرة شهدت مدن العراق توسعا في البناء الذي أفرز وجود مناطق إضافية نتيجة الزخم السكاني ما أدى الى مضاعفة الحاجة الى توليد الكهرباء وإيجاد محطات إضافية ضخمة تلبي حاجة البلاد.
شاهد أيضاً
وزارة الإعمار والإسكان تعلن قبول 17 ألف معاملة إقراضية إلكترونياً ضمن القروض الإسكانية
وزارة الإعمار والإسكان تعلن قبول 17 ألف معاملة إقراضية إلكترونياً ضمن القروض الإسكانيةأعلنت وزارة الإعمار …
رصد نيوز الدولية رصد نيوز