يونس جلوب العراف…
على الرغم من كونه لم يكن من مدمني وسائل التواصل الاجتماعي، إلا ان المواطن خالد حسان، تعرّض للابتزاز من أحد القراصنة الذي وجد فيه صيداً سهلاً، للوقوع في فخ الابتزاز الناتج عن نزوة عاطفية للضحية، حيث سهّل انتشار استخدام مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات الدردشة والألعاب الإلكترونية، على المبتزين اصطياد ضحاياهم، والمساس بحياتهم الخاصة، ومع زيادة التواصل الرقمي، شملت عمليات الابتزاز، ضحايا من كل الأعمار والمستويات الثقافية والاجتماعية، وهذا الأمر جعل خالد يشكو حاله الى الشرطة المجتمعية التي تولّت قضيته وقبضت على المبتزين .
وللابتزاز وجوه عدة، إذ تستعيد هيفاء، تفاصيل وقوعها في مصيدة الابتزاز، من خلال شخص ادعى أن لديه قدرة على معالجة الأمراض بالأعشاب، إذ أرسلت إليه مبلغاً من المال ومجموعة من الصور لوصف العلاج المناسب لها. وقالت: إن “المبتز طالبها بإرسال صور أخرى لها حتى يتمكن من تحديد موقع الألم”، وعندما طالبها بمزيد من الأموال رفضت طلبه، فهددها بنشر الصور التي أرسلتها له من أجل العلاج، ولم تجد حلاً سوى التقدم بشكوى ضده. وقالت: إن “الشرطة نجحت في تعقبه والقبض عليه”.
ان الشيء اللافت في ظاهرة الابتزاز، هو ان قراصنة الابتزاز الإلكتروني، لا يتوانون عقب اصطياد ضحاياهم، في تهديدهم بنشر الصور أو مقاطع الفيديو أو تسريب المكالمات التي سجلوها لهم واحتفظوا بها، ما لم يدفعوا لهم مبالغ مالية، أو يرضخوا لطلباتهم الأخرى، وقد يتجاوز الأمر حدود هذه المطالب إلى تكليفهم بارتكاب جرائم، وهذا هو الأخطر في الموضوع بحسب قول المواطن رسول حامد الذي اضاف: ان “محاكم الدولة قد نظرت خلال المدة الأخيرة في العديد من قضايا الابتزاز الإلكتروني، التي غالباً تكون الضحية فيها أنثى، إذ يصطاد الجُناة ضحاياهم من النساء والفتيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إيهامهن بالإعجاب والحب والرغبة في الارتباط. أما الرجال، فإنهم يتورطون من خلال طلبات صداقة من حسابات نسائية وهمية، أو إعلانات عن جلسات مساج، لكن الشيء الذي يلفت الانتباه هو تورط شخصيات كبيرة في الدولة بعملية الابتزاز وهو ما يؤشر حالة يجب الانتباه اليها من قبل الحكومة كما حدث قبل أيام.
ان الابتزاز عندما يكون مرتبطاً بمؤسسات حكومية يجب الانتباه اليه بأقصى سرعة، فهو بمنتهى الخطورة، كما يقول المواطن سالم منصور الذي أضاف: “بعد أن كنا نطالب بحماية الشباب والشابات من الوقوع بحبائل الابتزاز، أصبحنا الآن أمام مشهد يصعب تصديقه وهو وقوع مسؤولين أمنيين في شرك استخدام هذه الوسيلة بالإيقاع بهم من قبل آخرين ينتمون الى المؤسسة نفسها، وهو أمر لم يكن يخطر على بال أي مواطن عراقي، ولاسيما ان الاسماء التي ذكرت في الاخبار تعد من الاسماء الكبيرة في الوسط الأمني وتشغل مناصب عليا”.
الجميع يؤكد ان “حجم الضغوط التي يقع تحتها ضحايا الابتزاز كبيرة جداً وليست سهلة، لذا فان أفضل طريقة للتخلص من الوقوع في شراك الابتزاز الالكتروني هو الابتعاد عن الاستخدام السيئ لوسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت بمثابة أمواج عاتية، تُغرق من يحاول الدخول الى بحرها المتلاطم، فهنا يبرز الدور المهم للحكمة السائدة التي تنص على ان “الوقاية خير من العلاج”، مع العلم ان العلاج في هذا الموضوع بالذات، ثمنه غالٍ جدا، إذ إن أبرز الوسائل المستخدمة في الابتزاز الإلكتروني، هي الصور والتسجيلات الصوتية ومقاطع الفيديو والبريد الإلكتروني، وتطبيقات مواقع التواصل الاجتماعي.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …