تهالك بناء مطار بغداد يثير الاستياء ويدفع الحكومة للبحث عن مكان بديل

على مدرج هبوط الطائرات واقلاعها من العاصمة نحو العالم، تتناثر أسئلة كثيراً ما يتم تداولها عن مطار “قديم متهالك”، لا يصلح كعنوان حتى للدول الفقيرة، فيما يغيب الحل الجذري حتى مع أحاديث تؤكد سنوياً، قرب بناء “صرح جديد” يليق باسم البلاد، التي تمتلك تأريخاً يمتد لآلاف السنين، ورغم تلك التطمينات الحكومية، إلا ان الواقع يؤشر غير ذلك تماما.
وفي جلسة الاجتماع السادسة للجنة الاعمار والاستثمار، تطرّق رئيس الحكومة الى “ملف المطار الجديد” في العاصمة بغداد التي تفتقر الى منصة تليق بوجهتها نحو العالم، لكن تصريح السوداني لاقته مواقع التواصل بشيء من التهكم، بسبب الوعود السابقة التي تكررت من دون تنفيذ خلال السنوات الماضية.
وعلى صعيد ذي صلة، يقول مصدر مقرّب من القرار، ان وضع مطار بغداد والاشكاليات التي تحيط به منذ نحو عقد ونصف، من أكثر الملفات التي تزعج الحكومة.
ويشير المصدر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، ان “النقاشات الأخيرة اسفرت عن نوايا حقيقية بإنجاز مطار جديد، يضاهي ما موجود في البلدان القريبة من العراق على أقل تقدير، مشيراً الى ان حملة الاستثمار التي تشهدها البلاد ستؤسس الى عهد جديد، ينهي الفوضى السابقة التي رافقت السنوات الماضية بسبب الفساد والإهمال”.
ويشير المختص في الشأن الاقتصادي عباس الجبوري، الى ان “المشكلة ليست في مطار بغداد بقدر تعلق الأمر بالإدارات الفاشلة التي فرضتها المحاصصة الحزبية”.
ويبيّن الجبوري”، ان “مطار بغداد بحد ذاته ليس فيه إشكال بقدر الكوارث التي خلفتها إدارات فرضت عليه كواقع حال، وهي بعيدة عن الخبرة وتسيّرها جهات متنفذة لا علاقة لها بسمعة البلاد”.
ويوضح الجبوري، ان “الحديث عن بناء مطار جديد مجرد “بالون اعلامي” وكان الأجدر بالحكومة ان تقوم بتبليط شارع المطار قبل إطلاق تصريحات تتحدث عن آخر جديد”، لافتا الى ان “الأمر لا يختلف كثيراً عن قطار بغداد المعلق الذي بقي “معلقا” طيلة الفترة السابقة”.
وفي السياق نفسه، يؤكد الكاتب والصحفي سلام الزبيدي، ان “مطار بغداد الذي مضت عقود على بنائه، مع خدمات لا تليق بالعراقيين وضيوفهم الذين يتوافدون الى العاصمة، يتطلب نسفه من الأرض لتذهب معه تلك الكوارث التي حاصرته لسنوات طوال”، لافتا الى ان “الخطوة التي يتحدث عنها رئيس الوزراء حيال بناء مطار آخر جديد، يجب ان تتكلل بالجدية والفعل والمباشرة بصرح يتلاءم مع تأريخ البلاد”.
وتزامناً مع اعلان رئيس الحكومة “النية في بناء مطار جديد”، تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي، جملة من الصور ومقاطع الفيديو التي تظهر الشكل البائس للمطار الذي يعد منصة البلاد نحو العالم.
ويقول محمد رحيم، وهو مدون على منصة الفيسبوك، واسع الانتشار، ان “الفساد الذي نخر المطار، لن تكون معه حلول جذرية لتلك الكوارث الخدمية التي بقيت ترافقه من دون حلول، مشيراً الى ان زيارات السوداني اليه لم تغير من واقع الأمر شيئا”.
ويعد مطار بغداد الدولي من أكثر المنصات التي لا تزال تحوم حولها شبهات الفساد، بسبب هيمنة العديد من الأحزاب والمتنفذين على واقعه الذي تحول الى ركام بفعل الإهمال وتراجع الخدمات التي كانت السبب بالفضائح اليومية التي تتسلل عبر الرحلات، التي تسجل خيبات وحسرات المسافرين، على ما يشاهدوه من تراجع خطير في واقعه الكارثي.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …