الخروج من أنتاركتيكا

FB_IMG_1710399517461-300x206 الخروج من أنتاركتيكا
مرتضى التميمي
قريباً من الإنسلاخِ عن العالمِ
قريباً سأعبرُ معنى يبدد وهمي مع الواهمِ
فهذا الجليدُ المكدّسُ يعني البداية
كما كان يعني النهاية
سأعبرُ حتى أرى ما هو الفرق بين الخيال وبين الحكاية
سأعبر حتى أزيلَ الركامَ المقدّسَ عن كل غاية
سأعبر لكنني ليس عندي سوايَ
.
يدقّ فؤادي ببطء شديدْ
لأني خلال العبور أسيرَ على قلقٍ لست أدري
أهذا هو الثلجُ أم أنها كتلةٌ من حديدْ ؟
.
لماذا تخفّت طوال القرونِ العتيقة ؟
لماذا الإرادات جاهدتِ المستحيلَ طويلاً
لتخفي الحقيقة ؟
لماذا النصوصُ التي في الكتابِ الأخير عميقة ؟
لماذا تغيّرَ جوّ البلادِ ؟
لماذا الدقيقة في ماوراءَ المحيطات ليست تساوي دقيقة ؟
.
برغم جبال الثلوج التي حيّدتنا عن الواقعة
برغم التطورِ حين أراد بأن يحجبَ القصص الرائعة
ويقتل أعيننا اللامعة
ولكنه اللغزُ حين يجيشُ بصدرِ البحارِ
وصدر الذين استماتوا لكي يفهموا ما وراءَ الجدارِ
.
نزلتُ رويداً رويدا
نزلت على أطرافِ رجلي تركت حذائي وحيدا
برغم ضبابِ المكانِ
ورغم ارتقابِ الدقائقِ حين تزيح الثواني
ولكنني كنت أخشى ولست خشيّا
أعيش التناقض في رحلتي
وأدري إذا اشتدَّ وقع التلاوةِ في شفتيّا
أويت إلى سورة الكهفِ في شدّتي
لأفهمَ جدوى اختلاف الرواياتِ عن أعين الباحثين
لماذا الشموسُ اختفت في رؤى حمئة ؟
وصلتُ إلى السدِّ في رهبةٍ واختلاجْ
شعرتْ بأن البناءَ العظيمَ الذي يلعبُ الغيمُ في وجههِ
كان دون رتاجْ
تأكدتُ أني أسيرُ على الماءِ يدفعني الماء للطيرانْ
شعرتُ بكفِّ النبيين تحملني لاجتياز الزمانْ
توقفتُ عند الحديدِ المقدّسِ كلي امتنانْ
.
على حين غرّةْ
وعند استكاني وخفقة قلبي التي نبضت مستقرة
يشتتُ هذا الهدوءَ زعيقْ
وكان الكلامُ المقيتُ الذي شقّ روحي بأسوأ نبرة
يذوب علي مسمعي مثل جمرة
ويدفعني للسكوت العميقْ
.
يسودُ السكونْ
ويجتمعُ الصمتُ عند العيونْ
وأرتقبُ الهمساتِ اللواتي كسرن جدارَ القلوبْ
فيأتي صدىً من خضمِ الرياحْ
تلوحُ على شفتيه الرماحْ
.
فيكتسبُ الوقتُ وقتا
ويهمسُ في قلبي المُمتلي بالنوافذ صمتا
تجيءُ على خاطري مثل حلمٍ جميلٍ غزالة
تجيءُ وفي كفها قربةٌ
لأشربَ منها مياه الحقيقةِ حتى الثمالة
.
يساورني حلمُ يأجوجَ وهوَ يُعدِّ إلى الحرب منذ عصورْ
يجهّزُ جيشاً تعتّقَ بالقتل والزمهريرْ
ويدري بأنّ الزمان على ما ستملي الحروبُ يسيرْ
ويصدحُ صوتُ الدماءِ التي تستعدُ ليوم النفيرْ
.
تصدّعَ سدُّ النهاياتِ شيئا فشيّا
تصدّعَ قلبي على وجه مأجوجَ حين يحدّقُ فيّ مليّا
يدوّنُ في ورقٍ أسودٍ مايشاءُ ويمحو
وينظر نحو الجدارِ الصديعِ الذي يتداعى
فيقفزُ رمحُ
يمزّقُ في لحظةِ العادياتِ الشراعا
.
تحينُ الحقائقُ
وهي تؤدي الأوامرَ في الكتبِ النائمة
تحلُّ الرؤى الصادمة
وتنتظرُ الموجةَ القادمة
وتعلو وراءَ الصراخِ سدىً أنفسٌ لائمة
فتقتلُ لحظتنا الحالمة
.
أرى جيشهم يستعدُّ لخوض النزالِ المريبْ
ويهتفُ لكن هتاف الجموع غريبْ
أنا أتلفّتُ أبحثُ عن أي كهفٍ قريبْ
لأني برغم انتمائي إلى الأرض لكنني في زمانِ الحروبِ غريبْ
.
زحفتُ إلى الكهفِ أخّرني كل هذا النزيفْ
لأنّ الزمانَ زمانٌ مخيفْ
لأن الصراخاتِ ليست كلاماً ولكن عزيفْ
وصوتٌ يلعلعُ تعزفهُ في الرقابِ السيوفْ
.
صمَتُّ وصوتُ فؤادي يشقُ السكوتْ
تعالى به النبضُ وارتفعت في السجوفِ النعوتْ
وإن كبرُ النبضُ في خافقي سأموتْ
.
يسودُ الظلامْ
يلوحُ على الأفقِ وجهُ الإمامْ
وشيئاً فشيئاً يموت الركامْ
وترتفعُ الأمنياتُ العظامْ
وينحسرُ الدمعُ والدمُ والموتُ والقتلُ والريبُ
والظلمُ
ثم يعمُّ السلامْ

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

بعد انتشار “وثيقة”.. ما حقيقة زواج بشار الأسد من هذه الفنانة

ردّت النجمة السورية سلاف فواخرجي على شائعة تداولها مستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بزواجها من الرئيس السوري السابق بشار …