في الوقت الذي تسعى فيه حكومة السوداني مسنودة بالقوى الوطنية والدعم الشعبي الى طرد القوات الأمريكية من الأراضي العراقية، تعمل قوى سياسية على افشال الجهود المبذولة بشأن انهاء ملف الوجود العسكري الأجنبي وتحقيق سيادة البلد وحماية قواته من الهجمات الاجرامية التي تشنها القوات الأمريكية بين فترة وأخرى ضد قوات الحشد الشعبي، إذ تدعو تلك القوى وبشكل علني الى إبقاء تلك القوات بذريعة حاجة العراق للدعم الأمني.
ومنذ انطلاق مفاوضات انهاء الوجود العسكري بين بغداد وواشنطن، عملت جهات سياسية مستفيدة من الوجود الأمريكي على ربط الانسحاب بتدهور الوضع الأمني، وهو ما يعتبره مراقبون بمثابة رسالة من البيت الأبيض للعراق مفادها، ان “الضغط حيال الانسحاب من الأراضي العراقية، ستكون له نتائج عكسية على الأمن”.
الموقف الكردي من دعوات طرد قوات الاحتلال كان بالضد من الموقف العراقي، إذ عارض الأكراد وفي مرات عدة، المطالبات العراقية بشأن انهاء الوجود الأجنبي، على اعتبار ان العراق لا يزال غير قادر على حماية حدوده من خطر الإرهاب، متناسين دعم البيت الأبيض اللامحدود لتنظيم داعش الاجرامي، وكيف ساعده في احتلال مساحات واسعة من الأراضي العراقية.
وفي وقت سابق، أكد رئيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بافل طالباني، أن “تدهور الوضع الأمني في العراق، سببه رفض الوجود الأمريكي، مشيراً الى ان هنالك حاجة لاستيعاب فكرة، ان القوات الأمريكية الموجودة ضمن التحالف الدولي ليسوا غزاة، وعلينا ان نشعرهم بالأمان أيضا، على حد وصفه”.
وبهذا الشأن، يقول النائب عن كتلة صادقون النيابية، رفيق الصالحي، إن “وجود القوات الأمريكية في العراق لا مبرر له، خاصة مع انتهاء خطر التنظيمات الإرهابية وتطور قدرات القوات العراقية”.
وأضاف الصالحي أن “البرلمان ماضٍ بتشريع قانون اخراج القوات الأمريكية من العراق رغماً عن المعارضين، مشيراً الى جمع تواقيع من أجل تخصيص جلسة في مجلس النواب للتصويت على القانون”.
وبيّن، ان “التصريحات الكردية حول الوجود الأمريكي غير مبررة وغير مقبولة”، منوهاً الى ان “الانسحاب الأمريكي لن يؤثر على أمن واستقرار العراق خاصة مع امتلاك قوات أمنية قوية”.
وأشار الى ان “القوات الأمنية لها القدرة على ضبط الأمن في جميع المحافظات، وبالتالي فأن الدعوات لإبقاء قوات الاحتلال الغرض منها إثارة الفتنة، وتقف خلفها مصالح حزبية ضيقة”.
يذكر ان القواعد الأمريكية في العراق وسوريا تعرضت لضربات صاروخية ومُسيّرات المقاومة الإسلامية، منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وقد تكبدت خسائر فادحة، الأمر الذي اضطرها الى قبول مفاوضات مع بغداد من أجل جدولة انسحاب قواتها من الأراضي العراقية.
وأجرت حكومة السوداني، جولتين من المفاوضات الأمنية مع واشنطن، قالت ان نتائجها إيجابية، وان هناك تفاهمات من أجل الاتفاق على جدول زمني محدد لخفض عدد القوات الأمريكية وصولاً لإنهائه بشكل تام.
من جانبه، أكد الخبير الأمني صفاء الاعسم، أن “أحزاب إقليم كردستان رافضة للانسحاب الأمريكي، منذ أكثر من ثلاثة أعوام”، مبيناً ان “هناك لقاءات أمريكية مع القيادات الكردية، والتأكيد على عمق العلاقة بين الطرفين”.
وقال الاعسم إن “هناك تفاهمات بين الجانبين بشأن نقل السفارة الأمريكية الى الإقليم، مشيراً الى ان بعض الأحزاب السُنية ترفض انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق”.
وأضاف، انه “مع الانسحاب الأمريكي سيشهد العراق هدوءاً غير مسبوق، وستكون هناك علاقات قوية مع دول التحالف الدولي، بعيداً عن التفاهمات الأمنية والعسكرية، خاصة مع تنامي قدرة القوات الأمنية العراقية، فأن الحاجة للوجود الأمريكي انتفت”.
ودعا الأعسم، الحكومة الى عقد اتفاقيات تسليح جديدة، بعيدة عن واشنطن لدعم القوات الأمنية، مبيناً ان “دعوات بعض الأطراف الى عدم انهاء الوجود الأمريكي، بسبب ارتباط مصالح تلك الجهات بالجانب الأمريكي”.
وتثار شكوك كبيرة حول جدية واشنطن بسحب قواتها من العراق، خاصة مع تكرار تصريحات مسؤولين أمريكيين في البنتاغون بشأن ان المفاوضات مع بغداد لن تناقش انسحاب قواتها من العراق، بل جاءت من أجل تعزيز التعاون الأمني بين الطرفين.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …