سوء محطات التصفية يمنح الشرعية للارو بالانتشار

IMG_20240201_132011_238-300x200 سوء محطات التصفية يمنح الشرعية للارو بالانتشار
يونس جلوب العراف…
ليست هي المرة الاولى التي يصاب بها اطفال المواطن هاشم علوان بالامراض الناتجة عن تناولهم المياه القادمة اليهم من محطات التصفية والتحلية التي تغذي مناطقهم بـ”سرالحياة” كما يوصف، لكنه بالنسبة الى المناطق الفقيرة وحتى الراقية، اصبح يوصف بـ”سرالموت والامراض”، والسبب هو محطات التصفية التي ترسل الماء ملونا بألوان الطيف الشمسي، وملوثا بالجراثيم الى المنازل التي تستقبله برحاب صدر على طريقة ” أحسن من الماكو”.
وفي الوقت الذي تمكن فريق بحث دولي من تحويل المياه قليلة الملوحة ومياه البحر إلى مياه شرب آمنة ونظيفة في أقل من 30 دقيقة باستخدام الأطر الفلزية العضوية (MOFs) وأشعة الشمس ،يقول المواطن خليل علي إنه يتكبد تكاليف مرتفعة شهريا، لقاء توفير مياه صالحة للشرب ومعقمة من خلال شرائها من باعة “الارو” بعدما باتت المياه التي توفرها الحكومة بالشبكات، غير آمنة للاستهلاك حتى مع وجود “الفلاتر” التي يتم تركيبها في المنازل لتنقيتها” .
وليس خليل وحده من يعاني من حالة شراء الماء الصافي بأموال طائلة بل هنالك العديد من المواطنين الذين لديهم هاجس الخوف من الماء القادم من محطات التصفية حيث يقول المواطن عبدالله شلال “انه ” بسبب الإهمال الحكومي؛ باتت تجارة المياه الصالحة للشرب، وكل ما يتصل بها، الأكثر رواجا في العراق، في الآونة الأخيرة، بسبب تلوث المياه في نهري دجلة والفرات، وتهالك محطات تنقية المياه الحكومية بسبب قدمها وعدم توفر الصيانة اللازمة لها وعدم توفر الوقود والكهرباء في احيان اخرى”.
خليل المتذمر من حالة المياه التي تصل بألوان “الطيف الشمسي” الى المنازل والملوثة بجميع الجراثيم ، يقاسم عبدالله في الهم ذاته ويقول :ان “أمانة بغداد إعترفت مؤخرا بأن مياه الشرب في أغلب مناطق العاصمة غير صالحة للاستخدام الآدمي بسبب مشكلتي التكسرات والتجاوزات على شبكة الإسالة، وهذا الاعتراف غير مبرر لكون دائرة الماء فيها هي المسؤولة عن توفيرها للمواطن مهما كانت الاسباب ولا عذر لها في قولها أن الماء في مرحلة الإنتاج يكون صالحا للشرب، إلا أن مشكلة التجاوزات على أنابيب المياه والتكسرات التي تحصل بالطرق تتسبب بدخول الجراثيم، وتلوث الماء، ما يجعل استخدامات المياه مقتصرة فقط على الغسل والاستخدامات الأخرى اليومية”.
عبدالله من جانبه يتساءل الى تقف حكومة بغداد عاجزة أمام محطات تصفية المياه القديمة والمتهالكة، وهي التي المياه تزداد تلوثا، فضلا عن كون شبكة المياه الواصلة للمنازل تحتاج إلى التغيير العاجل، فهي تعود لخمسينيات وستينيات القرن الماضي لذلك انتعشت هذه التجارة من خلال معامل تنقية المياه فضلا عن انتشار منظومات التصفية المنزلية وقطع غيارها وقوارير المياه الخاصة بها، أو حتى استيراد المياه وهي حالات ما كانت لتوجد ان كانت هناك محطات تصفية تعمل بشكل حقيقي وتوفر المياه الصالحة للشرب للمواطنين دون شوائب وجراثيم تتسبب بالامراض كما في حالة المواطن هاشم علوان الذي تشبه حالته الالاف ان لم نقل الملايين من العراقيين”.
قد يكون الامر في المدن اهون بكثير من القرى حيث كشفت إحصائية صادرة عن الجهاز المركزي للإحصاء؛ التابع لوزارة التخطيط، أنّ ما يقرب من ثلث سكان المناطق الريفية يعانون من نقص المياه الصالحة للشرب،والسبب عدم وجود محطات تصفية اوعطلها كماان سكان بعض المدن الكبيرة تعاني دائما من شحّ المياه الصالحة للشرب؛ كما في مدينة البصرة جنوب البلاد.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …