يونس العراف…
عندما يكون المرء صاحب رتبة عسكرية ،يصبح الضبط والانضباط هو الاداة الصحيحة التي تضعه على درب النجاح، وتوصله الى أعلى المناصب الادارية في الجيش، لكن في المقابل ثمة من يسعى الى تدمير نفسه عبر الاساءة الى رتبته من خلال تصوير فيديوهات تُبث على مواقع التواصل، والغريب أن مثل هكذا مواضيع تجد الانتشار الواسع على الانترنت.
خلال الايام القليلة الماضية انتشر فيديو لضابطين في الجيش العراقي فيه اساءة للرتبة العسكرية التي يحملانها وقد جوبه هذا التصرف غير المتزن وغير اللائق بعاصفة من الرفض الذي كانت البداية فيه من المواطن عباس الأزرقي الذي قال:ان” الضابط سواء أكان في الجيش او الشرطة يمثل هيبة الدولة ولابد من احترام هذه الرتبة ،لا أن تكون موضع سخرية من القاصي والداني لاسيما أن هذا الفيديو قد انتشر كالنار في الهشيم عبر منصات التواصل الاجتماعي “.
الازرقي وفي قلبه حسرة مما يراه ،اكد أن” هذه التصرفات الصبيانية لا تليق بسمعة الجيش العراقي وتاريخه العظيم، وحسناً فعل وزير الدفاع بحبس الضباط الذين ظهروا بمقطع الفيديو وتشكيل مجلس تحقيقي بحقهم للوقوف على حقيقة ما تداولوه ومحاسبتهم وفق قانون الخدمة والتقاعد العسكري وهوما يجب ان يسود في الجيش وعدم التساهل معهم حتى وان كان قصدهم المزاح”.
قريبا من الفكرة وفي صلب الموضوع يؤكد المواطن محمد خلف: إن” الجيش مؤسسة انضباطية وليس العكس ،ومن اراد ان يتعلم الانضباط عليه التوجه لهذه المؤسسة التي تعد مصنع الابطال والتي خرَّجت رجالا خلدت اسماؤهم في تاريخ العراق واسهموا بشكل فاعل في تحرير الاراضي العراقية من براثن عصابات داعش الاجرامية “.
خلف كما الازرقي يؤيد العقوبات التي ستصدر بحق هؤلاء الضباط المفتقدين للضبط وجعلوا انفسهم ضحية للاستخدام السيئ لـ”السوشيال ميديا” والذي “سيطحن” مستقبل الرتب العسكرية التي يحملونها ويضيع عليهم المناصب التي يشغلونها في حال ثبت تقصيرهم ” .
القصة لم تنتهِ بعدُ فعلى صعيد متصل بما حدث ، لا يرى محمود الكعبي وهو ضابط متقاعد بُدًّا من التشديد على ضرورة انزال اقصى العقوبات بمن لا يحترم الرتبة العسكرية ، مؤيدا اجراءات وزارة الدفاع ضد هذين الضابطين اللذين ظهرا في الفيديو مهما كانت الاسباب والتبريرات حتى يكون الانضباط العسكري هو الحاكم الفعلي الدال على تصرفات الضباط والمنتسبين داخل وحداتهم وخارجها “.
خلف والارزقي والكعبي يرون ان الجيش العراقي قد غزت بعض منتسبيه عدوى حب الشهرة عبر السوشيال ميديا التي يجب ان لا تسيطر على تصرفات الجنود والضباط والعمل على مكافحة هذه التصرفات الشاذة التي لا تمت الى الجيش العراقي الباسل بصلة والابتعاد عن كل مايسيء الى الرتبة العسكرية التي تعني ان من يحملها هو رمز الانضباط وليس العكس”.
كحماية لمستقبل الجيش العراقي من الظواهر الدخيلة ،لفت الثلاثة الى ضرورة “قيام وزارة الدفاع بمعاقبة أي منتسب أو ضابط يمارس أي عمل من شأنه أن يمس سمعة الوزارة وتاريخها العريق وليس فتح تحقيق روتيني فحسب ، وان لا يكون هناك أي خارج عن طائلة المساءلة في حال قيامه باي تصرف يسيء لتاريخ الجيش العراقي البطل ،حتى لا تتكرر مثل هذه التصرفات الصبيانية التي لا تليق برتب وأعمار من ظهر بالفيديو “، خاتمين حديثهم بالقول إن الحكمة هي المقياس الذي تقاس به تصرفات الكبار الذين عليهم إدراك الاخطاء قبل حدوثها فالعقل مقياس الفعل”.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …