شوارعها وأرصفتها مدمرة
أمانة بغداد تضع مدينة الصدر خارج مدار الخدمات البلدية
يونس العراف…
الزائر الى مدينة الصدر، لن يرى فيها أي اعمار، ما عدا المدخل من شارعي الجوادر والفلاح، إذ ليست هناك أي شوارع في المدينة، صالحة للسير أو أرصفة، تستحق ان يقال عنها هذه التسميات، لكون الشوارع الرئيسة والفرعية وأرصفتها مدمرة، بعد ان وضعتها أمانة بغداد خارج مدار الخدمات البلدية التي غابت بشكل تام، مع انطلاق حملة انشاء جسور فك الاختناقات التي تسير بشكل جيد في بعض مناطق العاصمة.
الذين يعانون من هذا الدمار الموجود في المدينة كثر، ومنهم المواطن هاشم محمد الذي قال: ان “سكنة هذه المدينة المضحية يعانون من النقص الكبير في الخدمات البلدية، فضلا عن تدمير البنى التحتية، وافتقار المدينة في الوقت الراهن إلى الطرق المعبّدة، وشبكة المجاري الفاعلة، على الرغم من وجود مشروع الحاق بعض القطاعات بمحطة مجاري جميلة والطالبية، والتي تسببت بدمار شارع الجوادر الرئيسي من سوق الحي الى ساحة 55 الشهيرة”.
محمد يضيف في حديثه عن واقع المدينة المزري: ان “الشوارع داخل المدينة، أصبحت مليئة بالحفر وأكوام النفايات من دون أي اهتمام حكومي بالمدينة التي كانت موعودة بحملة اعمار في عهد الحكومة السابقة، وأمين بغداد السابق، اللذين تركا شوارع المدينة بعد تدمير الأرصفة وحفر الشوارع”.
المواطن علي كامل، لا يختلف في رؤيته لواقع المدينة عمّن سبقه، حيث قال: ان “من يشاهد المدينة حاليا، سيندهش من الفرق الشاسع بين مداخل المدينة ومناطقها الأخرى التي طالها الإهمال، واصبحت خارج مدار الخدمات، حتى تحولت العديد من شوارعها الى ترابية، والسبب هو عدم اكمال ما سُمّي حينها بحملة اعمار مدينة الصدر، وما تبعها من حفريات في بعض الشوارع، تركت دون اكساء”.
وبالعودة الى محمد، فقد تابع بلهجة مليئة بالحسرة: ان “منطقتنا لا توجد فيها خدمات ولا تبليط، وليست فيها خدمات كاملة، ودائماً نعاني، سواءً في أيام الصيف أو الشتاء، من انسداد المجاري في قطاعات السبعينيات المحصورة بين الجوادر وكسرة وعطش”.
وفي المقابل كامل قال: ان “الأمل في اكمال الشوارع الرئيسية، قد أصبح معدوما في الوقت الراهن، نتيجة انشغال الامانة بمساعدة الشركات المنفذة لمشاريع فك الاختناقات المرورية، التي أصبحت الهاجس الأول لدى الأمين والعاملين في أمانة بغداد، دون الالتفات الى بقية المشاريع التي أصبحت دون اهتمام، وهذ الأمر يسجل خللاً كبيراً في عمل الأمانة”.
ان ما يجمع عليه كامل ومحمد هو “عدم وجود نية حقيقية بإكمال ما يُسمّى بمشروع إعمار مدينة الصدر الذي كان من الممكن ان ينقل المدينة من واقع خدمي مريع الى الحصول على خدمات موازية أو مساوية لما موجود في مناطق الكرخ مثلا”.
هناك من يسعى الى حل هذه المشاكل الخدمية، انطلاقا من مسؤوليته، ومنهم احمد عبد فندي، مختار قطاع 38 الذي قال: ان “المراجعات التي قام بها عدد من مختاري القطاعات لبلدية المدينة وامانة بغداد، لم تسفر سوى عن وعود طال انتظارها ولم تجد لها طريقا الى التنفيذ”.
فندي أضاف، وفي وجهه العديد من علامات عدم الرضا: ان “الموضوع الخدمي لا يمكن حله بسهولة، فالأعذار دائما ما تكون موجودة، ومنها عدم توفر الآليات الكافية للعمل أو النقص في العاملين أو وجود أعطال في الآليات وهكذا دواليك”.
وأيّد فندي من سبقه، في ان الحل هو اكمال ما يسمّى بمشروع إعمار مدينة الصدر، ولكن هذه من قبل الجهد الخدمي الذي اظهر الكثير من الجودة في المشاريع المحولة اليه خلال المدة القليلة الماضية”.
شاهد أيضاً
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري
المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …