صباح محسن
كُنتَ تستغفلُ
فجرَ الساحاتِ
مسكونا بالتفاتاتِ صقر ،
تسترق وقع أقدامٍ مُثقلةٍ بالغبار
واحيانا تسمعْ خطاها مثقلةٍ بطينِ الحرب !
ٱنها مشيئةُ عملٍ
يهتدي للمعانهِ اشباه مغرورينَ
تتهرأ خطاهم بمسالك عدم
وبضعةَ مهمومينَ تراود رؤوسهم
وحشةٍ قانطة ؛
لكنك تسترعي انتباههم
برائحةِ دهانك الممزوج بتراب الدرب !
قد تقتنصُ لحظاتَ حزنٍ
تأتت من جراحاتك القديمة ،
ربما تعدها بعض سلوى تمدُك
بهالةِ نشوةٍ
تعلو وجهك المُترَب ..؛
انهْ زمنُ يختالُ بلمعانِ
يخبو حين تدّلهم الساحاتِ بالهجر ،
تستدرجُ لوحدتك
هواجسَ تسترعي فضولَ مارةٍ
أخذتهم بغتةً حالاتِ هم ؟
لكن كفك
تستعيضُ بمراقصةِ فرشاتك
المفتونة بأحذيةٍ تستلبُ شجونك
لتمحو ما تراكم فوق جلدها الخَرِب ..؛
عادةً
وهذا ما انت عليه
تصطبحُ بوجه ساحاتٍ
تموجُ بخطواتِ جنودٍ
وتائهينَ ،
وبعض مما يخلفهُ ليل المدينة
من تركاتِ ثملينَ عاثوا باقدامهم
هامةَ كراجاتٍ تداخلت بين شرقٍ وغرب ..؛
قد لا تعرف الشاعر جاك بريفير
وهو يصفُ اهوال صبّاغ أحذيةٍ بقصيدةٍ
ترهلت كلماتها حين داهمتها
فرشاة صبّاغِ احذيةٍ انيق بشارع الشانزليزبه
يقرأ ما تساقط من جيوب
شعراءٍ خلفوا صدى اقدامٍ مهلهلةٍ بالغم !
لكنك صبّاغْ احذيةٍ
في البلاد العجيبة ، البلاد المستنفرةِ
تلك البلاد المأخوذة باجترار الأوجاع
ومطاحن الحرب !
تهمي فوق صندوقك الخشبي
مآلات معاقين
وشبه احذيةٍ تمرغت برائحةِ البارود
ثقبّت ” بوزها ” الشظايا
وتعشقت بين ثناياها رصاصاتُ القتل !
إنها بلادٌ
لا تهوى اللمعان
تميدُ بآلامٍ تجتر ..؛
انت تعرفُ دروبها ، انكساراتها
ولحظةِ جموحها
وتقولُ :
هذي بلاد تكتفي بحملِ غبار سنينٍ عجاف
تلتهمْ قحوف ابنائها
وتتجشأ اشلاؤهم بأنفاسِ دم ..!
هذا حالٌ عسير
أن تزدحم البلاد
بمنتعلي احذيةٍ اجنبية
بجلدِ روغان امبريالي
تفتقرُ للمسةِ لمعانٍ وطني ،
تزدري رقصَ كفُك
ساعة تنكبُ على وجهها المُغبّر …
شاهد أيضاً
بعد انتشار “وثيقة”.. ما حقيقة زواج بشار الأسد من هذه الفنانة
ردّت النجمة السورية سلاف فواخرجي على شائعة تداولها مستخدمون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تتعلق بزواجها من الرئيس السوري السابق بشار …