خطر التخلي عن الديمقراطية
يونس جلوب العراف
في العراق وبحكم المظلومية التي عاشها العراقيون طوال العقود الماضية نتيجة الحكم الصدامي البعثي الذي احكم قبضته على السلطة طوال خمسة وثلاثين سنة، أصبح من واجب العراقيين الحفاظ على اهم مكتسب حصلوا عليه بعد سقوط النظام البائد ألا وهو الديمقراطية التي أصبحت واقعا يجب الاستمرار في السير على ترسيخه حتى لا نعود إلى عهد الاستبداد، وهو ما لا يتمناه الجميع.
ان التخلي عن الديمقراطية هو خطر حقيقي على مستقبل العراق حيث ان ذلك التخلي سوف يعيد الدكتاتورية الى سدة الحكم مرة أخرى ، لذلك يجب المشاركة وتجاهل ماتبثه وسائل التواصل الاجتماعي والاعلام المعادي للديمقراطية الداعية إلى المقاطعة بحجة عدم الحاجة الى مجالس المحافظات فهذه الحالة يجب السيطرة على مكامن خطورتها من خلال التنبيه إلى خطورة التخلي عن الخيار الديمقراطي في تنظيم أمور الحياة داخل البلاد ومنها مجالس المحافظات التي باتت انتخاباتها على مرمى حجر من نقطة انطلاق صفارة المنافسة في سباق متواصل لكسب أصوات الناخبين من أجل الفوز بمقاعد المجالس المحلية استعدادا لجولة أخرى من العمل الذي توقفت عجلته في العام ٢٠١٩ والى الآن.
المشاركة في الانتخابات ليست مجرد وضع ورقة داخل صندوق ،بل هي حق مكتسب حصل عليه العراقيون بعد صراع طويل مع الدكتاتورية المطلقة التي ولت إلى غير رجعة، لكن ان عزفنا عن المشاركة في الانتخابات سنسهم باعادة الطغاة مرة أخرى بصورة غير مباشرة وغير مقصودة في خضم الضخ الإعلامي المعادي من دول لا تريد نجاح التجربة الديمقراطية خوفا من امتدادها إلى دولهم، لذلك وجب الانتباه والحرص الكبير على انجاحها بعيدا عن كل الرافضين لوجودها في العراق.
شاهد أيضاً
الانتفاضة الشعبانية 1991 ملحمة عراقية في وجه القمع ومسار نحو الحرية
الانتفاضة الشعبانية 1991 ملحمة عراقية في وجه القمع ومسار نحو الحرية رصد نيوز/ العراق في …