كتبت وكالة رصد نيوز الدولية
في بلد يعُرف بتاريخ طويل من الحضارات والثقافة العريقة، يشهد مجتمعنا العراقي ظاهرة متزايدة في حفلات التخرج في الجامعات، وهي ظاهرة تثير القلق والاستغراب. فبينما يحتفل الخريجون بنجاحاتهم الأكاديمية، نجد أن بعض هذه الحفلات تتحول إلى مناسبات تروج للمحتويات الهابطة التي تتنافى مع قيم وثقافة الشعب العراقي.
العديد من هذه الحفلات تفتقر إلى الوعي والاحترام لتقاليد مجتمعنا، حيث تحولت إلى حفلات معيبة لا تختلف عن النوادي الليلية، في حين أن المطلوب هو احتفالات تعكس الفخر والاعتزاز بالموروث الثقافي والإنساني لبلدنا. كيف يمكن لهؤلاء الخريجين الذين لا يحترمون تقاليدهم وأخلاقيات مجتمعهم، أن يسهموا في بناء أجيال جديدة أو إدارة البلد في المستقبل؟ كيف يمكن للجيل الحالي أن يقود الأمة وهو بعيد كل البعد عن القيم الأساسية التي نشأ عليها أسلافه؟
تعتبر هذه التصرفات المرفوضة إساءةً لسمعة الجامعات العراقية ولتاريخ الحضارات التي نشأت في بلاد ما بين النهرين، تلك الحضارات التي أسهمت في بناء أعرق الثقافات الإنسانية. إن التراخي في التعامل مع هذه الظاهرة قد يؤدي إلى تفشي الفوضى الأخلاقية، التي بدورها تضر بالسمعة العامة للبلاد على الصعيدين المحلي والدولي.
من الضروري أن تتخذ الجهات المعنية، وعلى رأسها وزارة التعليم العالي، مواقف حاسمة تجاه هذه الظاهرة، عبر فرض عقوبات صارمة على مثل هذه التجاوزات. يجب أن تتبنى الجامعات والهيئات المعنية في الدولة برامج توعوية وتربوية تهدف إلى تعزيز قيم الاحترام والاحتشام في مثل هذه المناسبات
العراق بحاجة إلى حفلات تخرج تليق بمكانته الحضارية والثقافية، حفلات يفخر بها المجتمع العراقي وترسخ القيم الأصيلة التي لطالما تميز بها هذا البلد العريق.



رصد نيوز الدولية رصد نيوز