
يونس جلوب العراف…
قد لا يعرف الكثيرون ان محطات توليد الطاقة الكهربائية وتحلية المياه تعد من أبرز مصادر تلوث البيئة في البلاد، وعلى الرغم من التحذيرات المتكررة التي تطلقها الدراسات تجاه تداعيات الملوثات الصادرة عن تلك المحطات، نجد الجهات المعنية لا تزال عاجزة عن وضع حلول فنية ناجحة لخفض الانبعاثات التي تخنق الاهالي وتدمر البيئة وتنذر بأمراض مزمنة ما يدعو الى ضرورة التحرك سريعاً لتطويق هذه الملوثات والحد من مخاطرها على الصحة العامة.
المواطنون يرون ومنهم المواطن سالم خالد ان محطات توليد الكهرباء وعلى الرغم من كونها لا تلبي احتياجات المواطنين من الطاقة الا انها تسهم في تلوث الاجواء بنسبة تفوق ما تنتجه وهذا الحالة تستدعي التوقف والتفكير واتخاذ القرارات الصائبة بشأنها كالعمل على الطاقة النظيفة المولدة من الرياح والشمس التي من الممكن ان تقلل نسبة التلوث الذي اصبح يرى بالعين المجردة كغيوم كبيرة تبعث الرعب في النفوس، لافتا الى أن” واحدة من هذه المحطات الملوثة للبيئة هي محطة الزبيدية في واسط التي تعد من اكبر مصادر الثلوث في جنوب البلاد فما تنتجه من كهرباء لا يكفى 10 % من حاجة المنطقة المعروفة بالزراعة”.
من يزور المستشفيات القريبة من محطات التوليد كالمواطن فاضل غالي ،سيرى بأم عينه كيف ان الملوثات قد اجتاحت بيئتنا الجوية وارتفعت معها نسبة المصابين بالامراض الخطيرة والتنفسية في عدد من المحافظات فضلا عن العاصمة بغداد ، غالي اضاف:”على الرغم من توافر التكنولوجيا الحديثة التي من شأنها خفض ملوثات تلك المحطات الا إننا نرى انها لم تجد طريقها الى البلاد حتى الآن ما يدعو الى ضرورة الذهاب باتجاه شراء تلك الاحتياجات من مصادرها الاصلية وانشاء محطات طاقة نظيفة حتى نتخلص من تلك الانبعاثات المميتة”.
المهندس اقدم مروة عبد الكريم تقول : ان “الملوثات البيئية الناتجة عن محطات الكهرباء الحرارية هي الانبعاثات الغازية الناتجة من احتراق الوقود الثقيل اما المعالجة بواسطة مدخنة : Chimney وهي عباره مدخنة اسطوانية الشكل مرتفعة جدا تعمل على طرد مخلفات الاحتراق الغازية إلى الجو على ارتفاع شاهق للإسراع في طرد غازات الاحتراق والتقليل من تلوث البيئة المحيطة بالمحطة ، لافتة الى ان” المحطات الكهربائية الحرارية في بغداد ومحطة جنوب بغداد الحرارية / طريق معسكر الرشيد ومحطة الدورة الحرارية ، توجد في مناطق مكتظة بالسكان ، مشيرة الى ان “بعض هذه الغازات الناتجة عن احتراق المواد الخام التي تسبب ارتفاعًا بدرجة حرارة الأرض مما يساهم بشكل مباشر بزيادة الاحتباس الحراري و يسبب تلوثًّا كبيرًا للهواء الذي يستنشقه البشر والكائنات الأخرى مما يعرض صحتهم للخطر، كما ان هذا الهواء الموجود في الجو لسنا وحدنا من نستنشقه فهنالك النباتات والحيوانات فهي جميعها تتضرر بشكل مباشر”.
مجمع بسماية الذي يعد واجهة حضارية وبحسب المواطن فلاح غازي لم يسلم من الانبعاثات الغازية التي تصدرها معامل منطقة (أبو ثيلة) المجاورة، والتي تغطي بشكل شبه مستمر سماء المجمع ومحيطه، مما يثير مخاوفه وجيرانه من آثارها البيئية والصحية على السكان واحتمال اصابتهم بأمراض خطرة، مشيرا الى وجود من يعاني من ضيق في التنفس بسبب تحسس في القصبات الهوائية، ويضطر كلما خرج من منزله الى وضع كمامة على وجهه خاصة في ساعات المساء، بسبب رائحة الكبريت وأدخنة معامل الأسفلت والزيوت القريبة من المجمع والتي يضاف لها ما تسببه محطة الكهرباء الموجودة في المنطقة من تلوث”.
شاهد أيضاً
تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار
تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار هيئة التحرير:رصد نيوز/ كربلاء …
رصد نيوز الدولية رصد نيوز