يعيش العراقيون “فاجعتهم السنوية” المتمثلة بتردي تجهيز الكهرباء وارتفاع أسعار امبير المولدات الاهلية، مع حلول فصل الصيف سنويًا، فيما يستذكرون بسخرية وعود وزارة الكهرباء المستمرة بأن الصيف المقبل سيكون افضل من سابقه.
وصل انتاج العراق من الكهرباء العام الماضي الى 24 الف ميغا واط، بينما يبلغ حاليا 25 الف ميغا واط مع وعود لاضافة بين 2 الى 2.5 الف ميغا واط إضافية خلال أسابيع والتي من المفترض ان ترفع انتاج العراق من الكهرباء الى 27 الف ميغا واط.
*الإنتاج يرتفع والتجهيز يتراجع.. ما اللغز؟
وبينما يبلغ الإنتاج الحالي اكبر من انتاج العام الماضي الا ان التجهيز أسوأ بكثير، وهو مايجعل هذه الثنائية “لغزًا” يستدعي الحل.
ولكن بالتحليل الرقمي، من الممكن التوصل الى تفسير محتمل ومقاربة معينة، حيث يتضح ان الإنتاج ارتفع بقيمة الف ميغا واط مقارنة بالعام الماضي، الا ان حجم الطلب السنوي يرتفع سنويا بمقدار 2 الى 2.5 الف ميغا واط كل عام.
هذا يعني ان زيادة الإنتاج البالغة الف ميغا واط، لم تسد سوى 40% من الطلب الذي تزايد هذا العام مقارنة بالعام الماضي، ومن المفترض ان يتحسن التجهيز او يكون مقارب للعام الماضي عند إضافة الالفي ميغا واط التي تتوعد وزارة الكهرباء باضافتها خلال أسابيع.
*11 الف ميغا واط خلال 3 سنوات ولكن: العجز سيستمر
بالمقابل، كشفت وزارة الكهرباء اليوم الاثنين عن خطط ستضيف 11 الف ميغا واط خلال السنوات الـ3 القادمة بدءا من الان، بحسبما كشف المتحدث باسم الوزارة لصحيفة الصباح الحكومية.
ولم يكشف المتحدث باسم الوزارة، هل ان الألفي ميغا واط التي من المفترض اضافتها خلال أيام ستكون من ضمن الـ11 الف ميغا واط الاجمالية ام لا؟، ولكن بكلا الحالتين، سيكون اجمالي انتاج الكهرباء في العراق بعد 3 سنوات بين 36 الى 38 الف ميغا واط.
بالمقابل، يبلغ الطلب على الكهرباء حاليا لكي يكون الإنتاج كافيا للتجهيز الكامل، يبلغ قرابة 38 الف ميغا واط، وبينما تبلغ الزيادة السنوية اكثر من ألفي ميغا واط، هذا يعني ان الطلب على الكهرباء في العراق بعد 3 سنوات، سيبلغ 44 الف ميغا واط، في حين ان اجمالي الإنتاج حينها سيكون 38 الف ميغا واط فقط، مايعني ان المشكلة ستبقى مستمرة.,