مباحثات الانسحاب للاستهلاك الإعلامي.. السقف الزمني يتصدّع ويهدد بالانهيار على القوات الأمريكية

7a1853fa-863e-4f98-a7d2-3468da58ba6a مباحثات الانسحاب للاستهلاك الإعلامي..  السقف الزمني يتصدّع ويهدد بالانهيار على القوات الأمريكية

يعمل العراق خلال الأشهر القليلة الماضية على تحقيق السيادة الكاملة للبلاد، عبر انهاء التواجد العسكري الأجنبي وفي مقدمته الأمريكي، خاصة بعد ان تكررت التجاوزات وانتهكت سيادة البلاد مرات عدة، عبر استهداف القوات الأمنية أو بخرق الأجواء دون علم الحكومة، بالإضافة الى فرض قيود على استخدام الأسلحة الجوية لملاحقة التنظيمات الاجرامية، إذ تستمر جهود حكومة السوداني من خلال المفاوضات والمباحثات بين اللجان الثنائية المُشكلة بين بغداد وواشنطن، للوصول الى صيغة نهائية لانسحاب القوات الأمريكية من البلاد، والاتفاق على جدول زمني محدد، إذ عقدت تلك اللجان، اجتماعات دورية، وتم الوصول الى مراحل متطورة بشأن التواجد العسكري، بحسب التصريحات الحكومية.
ويأمل العراقيون، الخلاص من الاحتلال الأمريكي الذي جثم على صدورهم منذ عام 2003 لغاية يومنا هذا، وتسبب بمئات الشهداء والجرحى، وأنتج عملية سياسية مضطربة، وكان سبباً في دمار الاقتصاد، وجر البلاد باتجاهات مظلمة، بدءاً من اثارة الطائفية والسيارات المفخخة، مروراً بدعم تنظيمي القاعدة وداعش الاجراميين، حتى أصبح العراق واحداً من البلدان المتخلفة سياسياً وأمنياً واقتصادياً.
اليوم وبعد ان استعاد العراق عافيته، أيقن ان السبيل الوحيد للازدهار هو انهاء الاحتلال الأمريكي وطرده بشكل كامل من أراضيه، ومع بدء عملية طوفان الأقصى، تصاعدت دعوات الانسحاب الأجنبي وسرعان ما تحولت الى مواجهة عسكرية بين المقاومة الإسلامية في العراق التي أعلنت ان هدفها قلع الاحتلال من جذوره، وأوكلت الحكومة بالتفاوض من أجل التوصل الى نتائج جدية بهذا الخصوص، وإلا فأن عملياتها سوف تأخذ منحى آخر من الاستهداف، وان جميع المصالح ستكون تحت نيران المقاومة في العراق.
وفي وقت سابق، أكد رئيس اللجنة العليا لإنهاء مهمة التحالف الدولي رئيس أركان الجيش، الفريق أول الركن عبد الأمير رشيد يار الله، مواصلة العمل لتحديد سقف زمني لإنهاء التواجد العسكري في العراق، مشيراً إلى وجود جدية بهذا الشأن، وان اللجنة الثنائية ستذهب الى واشنطن، لغرض بدء العلاقات الثنائية بين العراق والولايات المتحدة، على أن تكون علاقات ثنائية مستدامة بعد الانسحاب الكامل.
وبهذا الشأن، يؤكد الخبير الأمني عقيل الطائي، أن “الحديث عن خروج القوات الأمريكية من العراق، أصبح للاستهلاك الإعلامي والدعاية الانتخابية”، مشيراً الى ان “واشنطن غير جادة في الانسحاب من الأراضي العراقية”.
وقال الطائي إن “أمريكا تنظر الى العراق كموقع مهم وتتخذه برج مراقبة للمنطقة، خاصة بعد التطورات الأخيرة، وما تشهده من حرب في غزة، ومواصلة المقاومة عملياتها ضد مصالحها في العراق لبنان واليمن”.
وأوضح الطائي: ان “جدية الانسحاب من العراق مفقودة من قبل الجانب الأمريكي وادارته، وبايدن فشل فشلاً ذريعاً في الملفات الخارجية والداخلية”.
وأشار الى انه “لو كانت هناك مفاوضات جدية، فأن واشنطن تسعى لإطالة مدة هذه المفاوضات لكسب الوقت، منوهاً الى ان تمديد حالة الطوارئ في العراق سنة أخرى، يعطي رسائل بأن واشنطن غير جادة في موضوع الانسحاب العسكري من البلاد”.
وأكد الطائي، أن “الطريقة الوحيدة للتخلص من الاحتلال الأمريكي هي قوة السلاح، وهو ما تخشاه الولايات المتحدة الأمريكية، خوفاً من عودة ضربات المقاومة الإسلامية بشكل مكثف كما كانت قبل أشهر قليلة”.
ومنذ بداية العام الجاري، شرع العراق بجولة مفاوضات مع أمريكا من أجل البدء بعملية خفض عديد قواته العسكرية، تمهيداً لإنهاء التواجد بشكل كامل، وعلى إثرها شُكلت لجانٌ ثنائية عقدت مفاوضات عدة، وتوصلت الى مراحل كبيرة، وجاءت تلك المفاوضات بعد ان تصاعدت ضربات المقاومة الإسلامية ضد المصالح الأمريكية في العراق وسوريا، ما أجبرت واشنطن على القبول بالتفاوض مع الحكومة العراقية.
وفي الوقت الذي يؤكد المفاوض العراقي، بلوغ مراحل متقدمة، بشأن الانسحاب الأمريكي من الأراضي العراقية، وانه بصدد تحديد موعد محدد لهذا الانسحاب، يرفض قادة عسكريون، الحديث عن الانسحاب، ويصرون على ان هذه المباحثات هي لتقييم الوضع الأمني، وعقد اتفاقيات جديدة، مما يضع تلك المفاوضات في خانة التملّص الأمريكي، حيث تلجأ اليه واشنطن عندما تشعر بوجود خطر يهدد مصالحها.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري

المرصد السوري: مقتل أكثر من 1018 مدنياً علويا في عملية أمنية بمناطق الساحل السوري هيئة …