أخبار عاجلة

عملية الداخلية كشفت خيوطها.. مافيات البتاويين تربح المليارات من تجارة بيع الأطفال

Local-300414-5-300x162 عملية الداخلية كشفت خيوطها.. مافيات البتاويين تربح المليارات من تجارة بيع الأطفال
يونس جلوب العراف
مازالت أم منذر تنتظر خبراً عن ولدها الذي تمت سرقته من أمام دارها، على الرغم من مرور سنوات على تلك الحادثة، التي ادمت عينيها حزناً على ولدها الوحيد، وتقول ان “الأمل عاد اليها مع ورود أنباء عن القبض على مافيات لسرقة وبيع الأطفال في منطقة البتاويين، لعل وعسى ان تجد ولدها بين من باعتهم هذه المافيات، الذين قد يعترفون بمكان واسم من اشترى ولدها، وهي الآن على مسطبة الانتظار، الى حين انتهاء التحقيقات الجارية حاليا في وزارة الداخلية ودوائرها المختصة”.
قد لا يعرف الكثيرون، ان عمليات سرقة الأطفال تتم في أماكن مكتظة كالأسواق، حيث يستغل اللصوص انشغال الأم بالتسوّق، فيقومون بسرقة الطفل الذي يكون في أغلب الأحيان، راغباً في شراء شيء ما ويطلب ذلك من والدته، لكن في تلك اللحظة يكون الطفل قد تم وضعه في سيارة الخاطفين الذين سيبيعونه الى عائلة أخرى، أو الى عصابات أخرى، بحسب المواطن كامل حسن الذي يؤكد، ان “هؤلاء الأطفال لن يتم العثور عليهم بسهولة، نتيجة كونهم بإعمار لا يمكنهم من خلالها، التمييز بين الأهل والغرباء، وهنا تكمن المشكلة الكبرى التي تصعب مهمة استعادتهم، دون وجود مؤشرات على وجودهم في أماكن معروفة للشرطة”.
في المقابل، هناك كارثة كشفتها وزارة الداخلية على لسان مدير مكافحة الاتجار بالبشر والأعضاء البشرية في وزارة الداخلية، العميد سرمد مصدق الذي قال: ان “العائلات أحيانا هي من تقوم ببيع أطفالها لعائلات أخرى”، مبينا ان “سعر الولد يتراوح بين 15 الى 20 مليوناً والفتاة من 5 الى 10 ملايين دينار، إذ ان هذه الحالة وعلى وفق ما قاله المواطن شامل هادي، تعد متاجرة ببراءة الأطفال بعد اختطافهم من أحضان أمهاتهم، لتأجيرهم لشبكات التسول أو بيعهم لعصابات تجارة الأعضاء والتهريب عبر الحدود أو البيع للتبني من قبل عائلات أخرى، وهذا حدث كثيراً في السنوات الأخرى ولا غرابة ان نجد ذلك في منطقة البتاويين التي داهمتها الداخلية قبل أيام.
وهناك نوع آخر من سرقة الأطفال، هو سرقة “حديثي الولادة” من المستشفيات، بعد إقدامهم على تزوير البيانات الخاصة بأولئك الأطفال، حيث يستطيع الخاطف مثلما يقول أحد المصادر المطلعة، أن يتحرّك بالطفل في المطارات وأمام الجهات الحكومية بشهادة ميلاد وجواز سفر مزورين بسهولة ودون خوف وهنا تكمن خطورة سرقة الأطفال في مثل هذا العمر، لكونهم لا يعرفون من هم أهلهم الحقيقيون ويصعب استعادة من هم بعمر هؤلاء، ويضيف المصدر: ان “هناك مافيات متخصصة في هكذا سرقات التي أصبحت الأخبار تنقل لنا مثل هذه الحوادث، بعدما كانت تظهر في الاعمال التلفزيونية الدرامية”، مبيّنا أن “غالبية هذه المافيات كانت تدار من منطقة البتاويين، وتم كشفها بعد العملية الأخيرة لوزارة الداخلية لفرض الأمن والقانون بالمنطقة”.
الجميع يتفق على ضرورة الانتباه الى الأطفال للتقليل من حالات سرقتهم من قبل العصابات التي تتاجر بهم وتجعلهم يسيرون على طريق الضياع عبر الأساليب الاجرامية الخبيثة التي تنتهجها تلك العصابات في عملياتها المستندة الى خبرة في الاجرام، مكتسبة من معايشة مع مجرمين آخرين من دول أخرى قدموا الى العراق خلال سنوات الانفلات الأمني وتركزوا في مناطق معينة لم تدخلها القوات الأمنية منذ مدة طويلة، وانكشفت خيوطها المخفية خلال العملية الأمنية الكبيرة في البتاويين والتي مازالت مستمرة، لكشف المزيد من تلك الخيوط.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار

تقرير: المحافظ نصيف الخطابي يقود خطة استباقية لمواجهة تحديات موسم الأمطار هيئة التحرير:رصد نيوز/ كربلاء …