كاساس ..مدرب اضاء عتمة كرة القدم في العراق

FB_IMG_1706344819149-300x297 كاساس ..مدرب اضاء عتمة كرة القدم في العراق
خيسوس كاساس غارسيا، من مواليد 1973، ابن مدينة ساحليّة في اقصى الجنوب الغربي لأسبانيا تُسمّى “قادش” بدأ حياته لاعباً مُتواضعاً منذ العام 1993، سرعان ما انخرط في عالم التدريب والتحليل والاكتشاف منذ العام 2003 وهو بعمر 29 عاماً تقريباً، واستمر لغاية 2010 يعمل في مدينته فقط مع الفئات العمرية ويتنقّل في مهام مُتعددة.

التحوّل المهم بحياته كان بعد 2010 ولغاية 2017 وهي الفترة التي عمل فيها خارج مدينته، وتحديداً في برشلونا بوظيفة “مُحلل مباريات” مديراً لفريق من محللي تقنية الفيديو في البلوغرانا بناء على توصية من المدرب لويس أنريكي، وهي الفترة الذهبيّة الثانية لبرشلونا ولكرة القدم التي بدأت تتجه نحو مفاهيم جديدة، بعد مرحلة “بيب غوارديولا” وسداسيته وفريقه التأريخي، وشخصيته الجديدة كنادي يلعب كرة قدم مُمتعة ومبهرة وفريدة تعتمد اسلوباً في التحليل والتكتيك، لم نكن ندري ان “كاساس” كان جزءً من تلك المنظومة الفكرية التي كان تُطرب العالم كل مساء.

خيسوس استمر لغاية 2017 في برشلونا، وهي سنوات كافية للنُضج وتحقيق انتصارات كبيرة على مستوى العالم مع ميسي ورفقاءه، سرعان ما عاد لمدينته قادش مُجدداً، للعمل سنة واحدة كمدير لفريق الشباب، ثم عقد سريع في واتفورد 2018 كمساعد مدرب، قبل ان يعود بتوصية أخرى من “لويس انريكي” كمُساعد مدرب لمُنتخب أسبانيا، حتى وصول “عدنان درجال” لمدريد نهاية 2022، بعد رحلة بحث عن مُدرّب وطني استمرت 7 أشهر، وكان كاساس احد المدربين الذين رشحهم الاتحاد الأسباني بناءً على طلب العراق، حيث رفض العقد أول مرّة بسبب عدم فهمه لوضع العراق وتلقيه عروض أخرى من داخل أسبانيا، سُرعان ما عاد وقال نعم، ووثق بنا، وجاء ليعيش في بغداد!.

يتميّز هذا الرجل بقدرته على رؤية جوانب لا يراها الآخرون، وهذه هي مُهمة المُكتشف ذو الحس والنظرة المُختلفة، ففي بداياته تسلّم قيادة العراق، كان لدينا تحوّل جيليّ لكثير من اللاعبين الذين وصلنا الى قناعة انهم انتهوا وانتهت حكايتهم، سرعان ما أعاد اكتشافهم وتوظيفهم وبث روح جديدة فيهم، منهم مثلا ابراهيم بايش الذي ظننا انه انتهى ليصبح معه افضل لاعب في كأس الخليج، ثم استدعاءه لاسامة رشيد المنسي، وريبين سولاقا المُعتزل، واعادة انتاج علي عدنان الذي ذبلت سنواته، وأخيراً رهانه على أيمن حسين الذي يعيش أياماً ذهبيّة بمسيرته كهداف للعراق.

قبل شهرين اصبح عمر كاساس 50 عاماً، وهذه العقود الخمس من الخبرة العملية عمل فيها بمواقع عديدة كـ (مدير رياضي، مدرب ومساعد، كشّاف مواهب، مُحلل مباريات). انعكست بشكل واضح على أوّل مهمة تدريبية له كمدرّب أول مع مُنتخب العراق، ليُساهم في بث روح جديدة لقميصنا الأبيض، بعد عودة بعيدة الى منصات تتويج الخليج، وأرقام تأريخية مع منتخب العراق في كأس آسيا، وحب غير عادي من العراقيين لرجل يُلهمهم التفوّق والشخصية بعالم كرة القدم.

هذه حكاية خيسوس:الرجل الذي اكتشفناه، فاكتشف نجاحات العراق.

عن يونس العراف

شاهد أيضاً

“ضربة قاسية”: ميسي يُصاب في مباراة نيكاكسا.. هل يغيب الأسطورة عن إنتر ميامي؟

تلقت جماهير إنتر ميامي الأمريكي صدمة غير متوقعة، عقب تعرض الأسطورة الأرجنتينية ليونيل ميسي إلى إصابة عضلية أجبرته على مغادرة أرضية …