حاورته / سجى اللامي
الكاتب والسينارست أحمد هاتف في حوار خص به
« رصد نيوز الدولية »: أعظم إنجازا للإنسان هو أن يكون إنسانا وهذا هو طموحي
عاصرت قامات صحفية كبيرة ساعدتني على بلورة خطواتي الأولى
أحمد هاتف… ولد في مدينة الحلة عام 1963، اهتم بقراءة الواقع العراقي وأزقة المدن منذ الصغر، والتقط أنفاس عشاقها وحكايات ناسها، ذلك الموزع منذ صباه بين قراءة الكتب ومشاهدة أفلام السينما والمسرحيات، قادته خطاه إلى الصحافة فدخل عوالمها والتقى رجالاتها، وأصبحت الكتابة لديه حياة بطعم آخر. وللتعرف أكثر على ضيف صفحتنا الكاتب والسينارست أحمد هاتف كان لنا معه هذا الحوار:
* خارج طقس الكتابة من هو أحمد هاتف؟
_أنا لا أختلف عن إي إنسان في المجتمع العراقي وقد أكون الشخص الأبسط والأقرب للجميع لأن أعظم إنجازا للإنسان هو أن يكون إنسانا وهذا هو طموحي… في شبابي كانت طموحاتي عالية جدا وحين وصلت الشهرة علي أن أعود لبدايتي ولطفولتي وأقوم ب (فرمته) حياتي من جديد.
* ما هي الحواضن الثقافية والاجتماعية التي صنعت منك كاتبا دراميا؟
– أحيانا نحن نخلق على هذه الشاكلة ولا ندري أي طريق نسلك، فبينما تكون القراءة والكتب ومشاهدة السينما هي حلم الطفولة، تجد أنك تعيش واقع ذلك الحلم دون أن تدري، ليتطور بالوعي تدريجيا حتى تبدأ بالكتابة، كيف ومتى؟ لا تدري! ربما يكون الأمر مفاجأة حتى لك، أتذكر أنني بدأت بكتابة الشعر في عمر مبكر، وتحديدا في الدراسة المتوسطة، حين كنت أنشر في الصحف، ثم أكملت دراستي في معهد الفنون الجميلة وبدأت عملي كصفحي ميداني، أكتب تحقيقات وحوارات وأخبارا، عاصرت في ذلك الوقت قامات صحفية كبيرة ساعدتني على بلورة خطواتي الأولى، أذكر منهم الأستاذ حسن العامري والسيد عيسى الياسري والشاعر والمرحوم عبد عون الروضان وعزيز السيد جاسم وصديقي السيد سعد البزاز، وأتذكر أول عمل درامي كتبته هو «جوهر القضية» إخراج رجاء كاظم وتمثيل أنوار عبد الوهاب والدكتور فاضل شبيب ومجموعة من الشباب.
* يبقى الواقع منجما ثراء للكتابة الدرامية… برأيك ما هي الإضافات التي تعزز العمل الدرامي وتساهم بانتشاره؟
_هنالك عدة عوامل؛ منها الإنتاج الجيد، واختيار مواضيع مفتوحة على كل البلدان، والترويج الجيد والمخرج الكبير. فضلا عن أن تصوير العمل الدرامي مهما بلغ من احترافية فإنه يكون بلا أهمية إذا لم يقترن بنص جيد، فالنص هو العمود الفقري للعمل الفني. كما أن المخرج الجيد بإمكانه قراءة النص بطريقة صحيحة، ولدينا مخرجون جيدون، نتوسم بهم خيرا ليكونوا بمستوى الطموح.
* باعتقادك هل لا زالت قضية تسويق الأعمال الدرامية العراقية عائقا دون انتشارها عربيا؟
_للأسف مستوى الإنتاج حتى هذه اللحظة لم يرتق إلى مستوى إنتاج عمل حقيقي للتسويق، مشكلتنا الآن ما زلنا لم ننتج عملا حقيقيا بسعر عالمي، لو نلاحظ ميزانيات الإنتاج العالمي نجد الميزانية العربية والعراقية ميزانية مضحكة إلى حد كبير، لأننا ما زلنا في أول السلم تماما، نحتاج إلى سنوات طويلة لنرتقي، وهذا الأمر لا أعتقد أنه سيتحقق الآن.
أعتقد أن (20) مليون مشاهد عراقي، مثلا، يكفي لخلق بيئة درامية حقيقية ولكن علينا أن نستثمر الأفكار الحقيقية والمخرج والفنان الحقيقي، لكن البعض لا يعرف ماذا يريد.
* هل أنت مقتنع بأعمالك التي قدمتها؟
_أعتقد أني كاتب محظوظ ونجح لي أكثر من عمل، بحجم المشاهدات والتفاعل وردة الفعل، وأعتقد كذلك أنني نجحت على صعيد العراق، نجحت في عمل (هستريا، وغرباء، وإعلان حالة حب، وعشاق، فإيروس)، وبقية الأعمال الأخرى، معظم أعمالي سواء أكان لها صدى إيجابيا أو سلبيا، كانت مثيرة للجدل.
* الدراما الرمضانية… ما هو تقييمك لما عرض من أعمال ومسلسلات على شاشة التلفزيون؟
_أنا في العادة لا أشاهد تلفزيون ولا يوجد لدي ستلايت، أهتم وأتابع عملي العالمي، أرى الأشياء المتطورة ولا أتابع أقراني أو أصدقائي وزملائي، لضيق الوقت واهتمامي بأفكاري التي أعمل بها.
* بعد أن أصبحت اسما لامعا في عالم الدراما بالتأكيد ستكون أكثر قلقا على هذا الاسم بإنتاج أعمال قادمة متقدمة في محتواها الدرامي.
_عندما تكون معروفا، تكون أمام مسؤولية كبيرة حيال المجتمع، القلق يأتي من الشعور بالمسؤولية الكبيرة التي تقع عليك.
* ما هو رأي أحمد هاتف في المهرجانات؟
_هذه الجوائز والمهرجانات لا تهمني بقدر اهتمامي للمجتمع وللناس البسطاء، مسؤوليتي هي أن أصل إلى عامل النظافة والبقال والسائق والعائلة، ليس طموحي أن احصل على جائزة أو تصوير… مسؤوليتي الكبيرة هي تأثر المجتمع بالأعمال التي أكتبها وأن يكون العمل الذي أكتبه ملتصقا بمعاناة المجتمع، وأن أكون واقعيا وحقيقيا بكل سطر اكتبه.
* ما السر وراء الكتابة في المقهى؟
_أنا معتاد على الكتابة في المقاهي من بدايتي، أول عمل كتبته في مقهى وآخر عمل كتبته في مقهى، لا أحب الكتابة في البيت كي لا أزعج العائلة، في المقهى أكتم الأصوات الموجودة واكتب، والأفكار التي أكتبها بعيدة عن تواجدي في المقهى كتاباتي عن أفكاري فقط.
* هل لك أن تحدثنا عن دعم الحكومة ونقابة الفنانين لك؟
– الحكومات السابقة والحالية لم تنتج لي أي عمل ولا أنتظر منها أي دعم، أما نقابة الفنانين فليس عملها أن تدعمني، هم أصدقائي وزملائي وأنا أدعمهم باستمرار، ليس مهمة نقابة الفنانين أن تدعمني، مهمتها أن تدعم الأشخاص الذين لا يجدون فرصة حقيقية… القنوات هي التي تطلب مني أن أكتب لها أعمالا، ولم أبادر أنا لأي جهة. والمتعة التي أكتب بها هي الجائزة، وأقصد بالجائزة لا الرمزية والمهرجانات والدروع لا أبدا، أقصد بالجائزة هي الناس البسطاء الذين يشاهدون أعمالي… وأنا لا أشاهد أعمالي ولا أقرأ ما يكتب عني… لكن بصراحة تأثر المتابعين بالأعمال التي أكتبها هي جائزتي الحقيقية.
* حدثنا عن أخر اعمالك التي انجزت ؟
– عملت على نص مسرحي اسمه (تضاد) إخراج إبراهيم حنون، تمثيل سعد محسن، ونظير جواد. وإسراء ماجد. هذا العمل هو للعراق أتمنى أن يحقق شيئاً.
* ما جديدك وهل ثمة اعمال قادمة في رمضان؟
_حتما ثمة اعمال قادمة احدها في طور التحضير وسندخل في خضم التصوير خلال ايام …العمل تحت عنوان مؤقت ” ناي ” وهو يتحدث عن مجموعة من طلاب المسرح في اكاديمية الفنون الجميلة .. وهو من اخراج الفنان والمخرج السينمائي ملاك عبد علي …وإنتاج شبكة الاعلام العراقي .. ويشرف على انتاجه ” عمر العبدلي ” ولا استطيع الآن ان اخوض بتفاصيل اكثر .
* كلمة أخيرة تود قولها؟
– إلى كل الكتاب الشباب أقول، أؤمن قبل أن تكتب،الإيمان هو الكتابة الحقيقية، تأكد من الفكرة والجملة التي تكتبها، تأكد أنك راض، متى رضيت فإنك دخلت أوسع بوابة النجاح.