تعد مناطق شرق القناة من المناطق المهملة خدميا اذ أن الماء غالبا ما يكون منقطعا وان جاء فيكون بلون أخضر ورائحة نتنة وطعم مج وغير صالح نهائيا للشرب والاستخدامات المنزلية وفي هذا الاطار شكا اهالي منطقة الدسيم من انقطاع الماء لمدة ثلاثة ايام ،مشيرين إلى أنه قد جاء بعد هذه المدة محملا برائحة المجاري التي تملأ المنطقة حتى أصبحت لا تطاق .
وقال الاهالي: ان”الماء قد انقطع لمدة ثلاثة ايام في متطقة الدسيم ولم يعرف السبب وقد عاد الضخ إلى المنطقة لكنه جاء محملا برائحة المجاري وهي حالة دائمة الحدوث في اي إنقطاع للماء داخل هذه المنطقة السكنية التي تضم ما يقارب ٣٤ ألف مواطن”.
واضافوا: ان “هذه الحالة تتكرر في كل حالة انقطاع تحدث في المنطقة وفي بعض الاحيان يأتي الماء بلون أخضر ورائحة نتنة وطعم مج وهو ما يعني انها تسبب الامراض التي بدأت تظهر على ابناء المنطقة خلال المدة الاخيرة ولاسيما الامراض الباطنية”.
واشاروا الى إن “بعض أحياء مناطق شرق القناة تعاني بسبب التلكؤ الحاصل في المشاريع وبنسب إنجاز متفاوتة وعدم إكمال العمل فيها ومنها مشاريع الماء التي كثيرا ما تكون عاطلة “.
اما سكنة حي طارق فلا تختلف المعاناة هناك حيث شكا المواطن علي راضي من من حالة تصريف مياه المجاري مباشرة الى الانهار، مع وجود محطة تصفية لمياه الشرب على بعد 100 متر من هذا المشروع، الأمر الذي يتسبّب بتلوث مياه الشرب نتيجة احتوائها على الجراثيم والمواد الخطيرة الأخرى المسبّبة للأمراض والأوبئة”.
واضاف: ان “مصطلح الماء الصافي لا ينطبق على هذه المياه فهي غير صالحة حتى للأغراض الزراعية، فضلًا عن تسبّبها بانبعاث الروائح الكريهة في منطقة سكناه، مما جعلها مكبًّا للنفايات وتجمع الحيوانات السائبة”.
أما المواطنة أم محمد فتشكو من رداءة نوعيَّة المياه الواصلة للمنازل التي كثيرًا ما تكون مصحوبة بكميات كبيرة من الطين والروائح غير المرغوبة وهو ما يجب على امانة بغداد العمل “.
من جهته اكد أخصائي الامراض الباطنية الدكتور شاكر العنبكي:إنَّ” تلوث المياه يحمل آثارًا وخيمة على صحة الانسان ورفاهيته ويصيب الانسان بالعديد من الامراض الباطنية.
وقال “من الضروري اتخاذ إجراءات كفيلة بالحد من تلوث نهري دجلة والفرات وحماية جودة المياه فيهما، أولها عدم تصريف مياه المجاري الى الأنهار وروافدهما، والعمل على معالجتها قبل وصولها الى الأنهر مع إعادة استخدام تلك المياه في ري التربة والمزروعات، كذلك استخدام الأجهزة المضادة للتلوث في المصانع الحديثة والجديدة يعد أحد حلول تلوث المياه”.
وشدد على ضرورة “بناء محطات معالجة المياه وتنقيتها وفق أحدث المواصفات العالميَّة، التعامل مع النفايات والمخلّفات الصناعيَّة بالطرق النظيفة بعيدًا عن المياه السطحيَّة والجوفيَّة، منع إلقاء القاذورات والنفايات بالقرب من الأنهار أو فيها، كما يعتبر الحد من استخدام المبيدات الحشريَّة الضارة على البيئة من الأمور التي تسهم في معالجة تلوث المياه”.
ولفت إلى أن” أغلب شبكات محطات التحلية هي قديمة أساسًا وبحاجة الى تخصيص مبالغ كبيرة لتجديدها فضلا عن محطات الكهرباء التي تستخدم مياه الأنهر لتبريد محركاتها، فضلًا عن المواد النفطيَّة والفضلات الصناعيَّة ومخلّفات مواد القطاع الزراعي والفضلات السائلة والصلبة البديلة”.