رصد نيوز الدولية رصد نيوز
مقالات مشابهة
عبد الستار البيضاني
ربما أكون من أكثر المتحمسين والمشجعين للصديقة المبدعة منى سعيد على انتقاء بعض حواراتها الثقافية من بين عشرات الحوارات التي اجرتها طيلة مسيرتها الصحفية ، وجمعها بين دفتي كتاب، وذلك لعدة اسباب منها؛ ان منى شخصية متعددة الاهتمامات والاشتغالات عُرفت بها وحققت من خلالها حضورا طيبا في الوسطين الثقافيين العراقي والعربي ، خاصة في جانبي الترجمة والعمل الصحفي ، فضلا عن الكتابة للأطفال، وقد يكون حضورها الملفت في هذه الاشتغالات غطى على أهمية الحوارات الثقافية التي كانت تجرتها طوال اربعة عقود في الصحف والمجلات العراقية والعربية ، وهذه العقود من الزمن تمثل ( حقبة فوضوية ) من تاريخ العراق والمنطقة بشكل عام ، قد تساعدنا هذه الحوارات على فهمها، خاصة وان بداية منى وبيئتها واهتماماتها وطبيعة عملها صنع منها محاورة جيدة، فهي من عائلة متنورة يشكل الحوار جزءا من يومياتها، ففيها الكثير من المبدعين وصناع الجمال، بدءا من خالها الناقد الرائد الدكتور علي جواد الطاهر ولا اقول انتهاء بابنتها الفنانة يمام سامي ، مرورا بزوجها الشهيد سامي حسن واخوتها الرسامين والخزافين ، وقد تعزز هذا التوجة بنشأتها الصحفية وهي في العشرين من عمرها في جريدة (طريق الشعب) أيام كانت تعج بخيرة كتاب وصحفيي البلد .
شخصيا، منى لفتت انتباهي الى قدرتها في المقابلات والحوارات الصحفية منذ ان ترجمت حوارا للكاتب الكولومبي غابريل غارسيا ماركيز عن اللغة الألمانية ، وكان اول حوار ينشر له في الصحافة العراقية بعد فوزه بجائزة نوبل على ما اتذكر، وهذا ما أنعكس على حواراتها التي ضمها كتابها الجديد ( صانعوا الجمال – حوارات في الثقافة العراقية ) الذي صدر حديثا ضمن منشورات الاتحاد العام للادباء والكتاب في العراق، وضم عشرات الحوارات التي أجرتها مع ادباء وفنانيين ومفكرين عراقيين وعرب نشرتها في الصحافة العراقية والعربية منهم ؛ الناقدة نازك الأعرجي ، بديعة أمين ، عبدالله الحامدي ، نزيهة سليم ، كاظم حبيب ، وداد الأورفلي، عبدالله المحرقي ، سلافة حجازي ، نوري الراوي ، فالح عبدالجبار ، فيصل لعيبي، رشيد الخيون… وغيرهم.
كتاب ( صانعو الجمال )على أهميته الثقافية، ينطوي على أهمية مهنية لطلاب كليات الإعلام، وذلك لتنوع مواضيعه ، وتعدد وتنوع وسائل النشر التي حتما سيجد فيها القاري المتخصص تعدد أساليب الحوار والتحرير.
